31-12-2016 03:28 PM
بقلم : سعيد ذياب سليم
يسير نحونا بخطوات وئيدة واثقة ، عام جديد ، مبتسم الثغر ، جميل المحيّا ، متلألئ الأضواء . يجلس معنا
في ظل الشجرة ، يسمع صلواتنا ، يشاركنا الترانيم .
نرقبه ، يُدخل الفرح قلوبنا ،يُنسينا و جع الفراق وحزن الأمس ، يُمسك بأيدينا ، يدور بنا في أرجاء القاعة ،
يُغني معنا ، يعزف لنا موسيقى سعيدة ، يبعث فينا القدرة على الحب والأمل ، يُشعل لهيب العاطفة، يقدم لنا فرصة
أخرى، يُعيدنا أطفالا من جديد . فيا لعبث الأطفال !
تُلقي الأيام سلاحها ، تُعلن الهدنة ، تتركنا نقرأ طوالعنا و نفسر حركة النجوم ، نعيش الحلم ، تتعلق بنا
مخاوفنا ، نهمس " كذب المنجمون " ، فبعض الصور لا تفارقنا : قضى طفل بردا، دُمّرت مدينة، ضرب الإرهاب،
رُوّع آمنون، ارتقى شهداء – على أرواحهم السلام– ، و لك الخلد يا وطني .
ثم ينطلق، يدور بنا حول الشمس ، في مركبته التي تتراقص بين الأحداث ، يُمسّد على جراحنا ، يلثمها
بحنان، ويبشر بسلام ، يجتاز أحداثاً جن بها العالم و احتقن فأكل كوحش خرافي أطرافه. كثر المهاجرون ،
ثقلت خطواتنا على هذا الكوكب ، ترنحت الأرض حول محورها ، وانتهت به جولة أخرى في صراعنا مع الحياة .
كل النهايات حزينة، تذكرنا بموعدنا الأخير مع الحياة ، لكنها تحمل معها بدايات جديدة ، نوقد لأجلها
الشموع، نبتهل، و نسرق من الزمن ابتسامة ، آملين أن تكون رحلتنا الجديدة في فضاء الكون أقرب إلى السعادة.
وكما اعتادت والدتي أن تقدم لنا " رز بحليب " في ليلة رأس السنة الهجرية ، متمنية لنا سنة بيضاء خالية
من الأذى و مليئة بالفرح. تعالوا نتناول معا تلك الوصفة السحرية فلعل و عسى و ربما .