31-12-2016 03:36 PM
بقلم : نوار الربيعي
لا يخفى على أي أحد أن الإرهاب الفكري أصبح الآن هو الوسيلة الجديدة التي من خلالها تقوم بعض الدول الإستعمارية والإستكبارية بالهيمنة على بلدان العالم الأخرى, فهي تعتمد على فكر متطرف موجود في تلك البلدان وتقوم بتنميته وإعادة تفعيله وإظهاره إلى السطح بطريقة وبأخرى ومن ثم تطرح مؤسسات ومنظمات إرهابية تتبنى هذا الفكر المتطرف وبالتالي يكون هناك إرهاب وقتل وسفك دماء وتخريب بلدان الأمر الذي يدفع بالدول المستكبرة بالتدخل على أنها تمد يد العون والمساعدة للقضاء على هذا المد الإرهابي, وما يحصل الآن في العراق وسوريا وبعض بلدان العالم هي خير شاهد.
لكن الغريب بالأمر لم نلحظ هناك أي تحرك أو إرادة دولية جادة – في ما لو كانت محاربة تلك الدول للإرهاب فعلية وحقيقية – في القضاء على أصل ومنبع الإرهاب وهو العقيدة والفكر وتم التركيز فقط على الحرب العسكرية ذات النتائج غير المثمرة وكذلك الحرب على مصادر التمويل المادي – ظاهراً – المنبع الحقيقي للإرهاب العالمي الآن لم يتعرض له أحد ولم يتطرق له أحد ولم يناقشه أحد ويثبت للناس أنه مجرد فكر وإعتقاد خاطئ منحرف بعيد عن كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية والأخلاقية التي جاءت بها الكتب والأديان السماوية وحتى الوضعية, وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن تلك الدول تريد لهذا الفكر التطرفي الإرهابي البقاء والديمومة من أجل أن تكون الذريعة مستمرة في إحتلال البلدان والهيمنة عليها وخلق سوق لتصدير الأسلحة وما شابه ذلك, كما يحصل اليوم حيث تتغير العناوين من تنظيم قاعدة إلى جبهة نصرة إلى داعش ولا نعلم ما سيكون اسمه يوم غد ولكن الأصل والمنبع واحد وهو الفكر التيمي التكفيري!!.
وعلى هذا الأساس ومن هذا المنطلق ومن أجل تفويت الفرصة على المحتلين وأصحاب الدسائس ممن أوجد تلك التنظيمات الإرهابية وكذلك من أجل الحفاظ على اسم وهيبة وصور الإسلام ولمنع التغرير بالناس تصدى المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني في طرح سلسلة محاضرات علمية موضعية لتفنيد فكر وآراء ابن تيمية الأصل والمنبع الذي تستمد منه المنظمات الإرهابية فكرها وعقيدتها وهي ضمن بحوث تبث مباشرة على وسائل الإتصال الأجتماعي بحوث (الدولة..
المارقة ...في عصر الظهور... منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم) و بحوث (وقفات مع .... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) والتي أبطل فيها آراء وأفكار إبن تيمية وأثبت ضحالتها وجهالة من تبناها ومدى التغرير الذي يمارسه رموزها وشيوخها للناس.
فكان الغرض من هذه المحاضرات العلمية هو النقاش العلمي الموضوعي الذي لا دعوة فيه لسفك الدماء والقتل, فمن كان يريد أن يعتقد بشيء عليه أولا أن يحترم معتقدات الآخرين ولا يجعلها سبباً للقتل وسفك الدماء والتكفير وبالتالي يصبح أداة ومطية بيد المحتلين والمستكبرين لتنفيذ مشروعهم, وكما يقول المرجع الديني العراقي الصرخي في المحاضرة الرابعة من بحث ( الدولة.. المارقة... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ) {{... نقبل رأي المقابل، يريد أن يرفض يريد أن لا يرفض، يريد أن يقبل يريد أن لا يقبل،يريد أن يستخف أو يستهزئ لكن لا تكفّر ولا تحلل القتل وسفك الدماء وسلب ونهب الأموال وانتهاك الأعراض ...}}.
ولهذا تعتبر تلك المحاضرات على الإرهاب الفكري وليس على الفكر, فحرية الفكر والعقيدة والمعتقد هذا أمر كفله الدين قبل أي شيء, لكن الإعتراض على الإرهاب الفكري الذي اعتمد واستند على هذا الفكر ليكون وسيلة من وسائل الإفساد في الأرض, وهنا أدعو كل من يطلع على تلك السطور من رجال دين وكتاب وباحثين ومؤرخين أن يطلعوا على تلك المحاضرات