02-01-2017 04:42 PM
بقلم : هشام الهبيشان
هاهو عقد من الزمن يمضي على إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ، ومازال العراق الجريح منذ 13عامآ من غزو التحالف الأمريكي - الصهيوني وبشراكة من بعض العرب ،غارقآ بالفوضى والفساد والاحتراب الداخلي المدعوم باجندة خارجية ،ولم نرى للأن تلك الوعود الأمريكية تتحقق والتي وعدت العراقيين بالديمقراطية والرفاهية والاستقرار والامن ،وو...ألخ ،واليوم بعد عقد من الزمن على إعدام الرئيس الراحل نرى ببساطة تلك الوعود الأمريكية تتحقق من خلال تمدد فكر تنظيم "داعش" الراديكالي، في مناطق واسعة بغرب العراق وشماله ، ونرى حالة رهيبة من الفساد والظلم والقهر والفقر والجوع والتشريد تجتاح العراق ، هذه الأحداث والتداعيات بمجملها ووفق نتائجها الخطرة المنتظرة ألقت بظلالها في شكل واسع بتساؤلات وتكهنات عدة على الساحة النخبوية العراقية والعربية وفي الشارع العراقي بخاصة،وعلى معظم المتابعين للشأن الداخلي العراقي وخصوصاً بشقيه الأمني والانساني، فاليوم يتساءل الكثير من العراقيين عن اللعنة التي حلت بهم ، وعن خداع أمريكا ومن معها لهم ،ويترحمون على فترة حكم صدام حسين، ولكنهم لا يعلمون أن الزمن لا يعود للوراء ، وأن عليهم تحمل نتائج صمتهم على ما حل بالعراق بعد سقوط النظام السابق واحلال مكانه مجموعة من أدوات الاستعمار ممثلة بمنتجات دستور بريمر .
فاليوم، لا يمكن الحديث أبداً عن حلول تجميلية لنتائج وتداعيات مابعد اعدام الرئيس الراحل صدام حسين، ولا يمكن كذلك إلقاء اللوم على أميركا وبعض حلفائها الذين شاركوا بمؤامراة اسقاط العراق، فواشنطن تعترف دائمآ بشكل مباشر أو غير مباشر أن استراتيجيتها للحرب على العراق هدفها تقسيم العراق وإن أخفت وأنكرت ونفت هذا الحديث ،والسؤال أين كان العراقيين من هذا المشروع الذي يستهدف وطنهم !؟، وهنا طبعاً لأميركا مصلحة خاصة بتقسيم العراق وتفتيته خدمة لمشاريعها التفتيتيه التي تخدم بالضرورة المشروع الصهيو ـ اميركي بالمنطقة العربية.
واليوم بالعودة إلى الشق الإنساني بالداخل العراقي وهم الأهم ومحور حديثنا هنا، فما زال مسار المعارك على الارض العراقية منذ عقد من الزمن مضى على إعدام الرئيس الراحل صدام حسين ومنذ 13عامآ على الاحتلال يلقي بظلاله المأساوية والمؤلمة بكل تجلياتها على المواطن العراقي المتأثر في شكل مباشر من نتائج الغزو ومساراته الملتويه، فما زالت نار الحرب وإعدامات الميدان والتصفية بالمقار الأمنية ودوي المدافع وهدير الطائرات تضرب بقوة بمجموعها كل مقومات العيش بحده الأدنى للمواطن العراقي وبخاصة بمناطق غرب العراق،والناظر لحال الكثير من العراقيين اليوم داخل وخارج العراق، يعرف حجم المأساة التي يعيشها المواطن العراقي، فاليوم بالعراق هناك مدن بأكملها لا يوجد بها لا ماء ولا كهرباء ولا حتى طحين، وان وجد الطحين يوجد في شكل مقنن ويستفيد منه في شكل واسع ما يسمى "بتجار الأزمة او بتجار الحرب العراقيين" لا فرق بذلك كما يقول العراقيون، فهؤلاء هم جزء من الحرب ومن منظومة الحرب في العراق، ولكن بوجوه وصور مختلفة، ومن هنا، فالواضح من حجم الدمار الهائل والخراب والدماء التي دفعها العراقيون كنتيجة لما يجري في العراق منذ 13عامآ ، ان الخاسر الوحيد منه ومن كل ما يجري في العراق هو الشعب العراقي والشعب العراقي فقط.
وهنا يمكن القول ،من الواضح انه وبعد عقد من الزمن على اعدام الرئيس الراحل صدام حسين وبعد 13عامآ من الغزو الأمريكي – الصهيوني للعراق وبشراكة من بعض العرب أن مؤامراة الحرب على العراق قد حققت الكثير من اهدافها للأسف،وهذه الاهداف تعكس بشكل أو بآخر حجم المخططات التي كان من المطلوب تحقيقها بالعراق من قبل بعض القوى الإقليمية والدولية ، وهي أهداف تتداخل فيها حسابات الواقع المفترض للأحداث الميدانية على الأرض مع الحسابات الامنية والعسكرية والجيو-سياسية للجغرافيا السياسية العراقية وموازين القوى في الإقليم مع المصالح والاستراتيجيات للقوى الدولية على اختلاف مسمياتها، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة وأمن "إسرائيل" والطاقة وجملة مواضيع اخرى ،وهذا ما يوحي بمسار تعقيد شائك دخله الداخل العراقي.
ختاماً، ان تطورات الاحداث في العراق منذ عقد من الزمن مضى على اعدام الرئيس الراحل صدام حسين وبعد 13 عامآ من الغزو الامريكي – الصهيوني للعراق،يؤكد بما لا يقبل الشك ان مسار وتداعيات مؤامراة اسقاط العراق ونظامه السياسي بكل اركانه قد انعكس بشكل مباشر على العراقيين وعلى المنطقة العربية والاقليم بمجموعه ،والرابح الوحيد هو الكيان الصهيوني "إسرائيل " ، وهنا أود أن أطرح سؤالاً ليترك برسم الإجابة عند العراقيين، ومضمون السؤال هنا موجه لكل مواطن عراقي على امتداد الجغرافيا العراقية وخارج هذه الجغرافيا، وهو، العراق الى أين يتجه بعد عقد من الزمن على اعدام الرئيس صدام حسين وبعد 13عامآ من الغزو الأمريكي – الصهيوني ؟،وأين هي وعود الحرية والديمقراطية والرفاهية والامان والاستقرار التي وعدتكم بها أمريكا وأدواتها العراقية من منتجات دستور بريمر؟؟!.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
hesham.habeshan@yahoo.com