02-01-2017 04:43 PM
بقلم : د. معن المقابلة
الى الكركيٓيٓن سعادة النائب الدكتور مصلح الطراونه والكاتب المبدع محمود الشمايلة ؛ وليس دفاعاً عن قيس عقل بلتاجي.
اثارت المناقلات التي اجراها وزير الخارجية ناصر جودة لمجموعة من الدبلوماسيين سواء من الوزارة لسفاراتنا في الخارج او بين سفاراتنا فيما بينها ، حنق الأردنيين ، فبين الفينة والأخرى تُجري الوزارة هذه المناقلات ، فتظهر اسماء علية القوم في هذه المناقلات ، وازداد حنق الأردنيين عندما انتشرت هذه الأسماء ، في الصحف مع اسماء ممن صعدوا الى السماء شهداء في حادثة قلعة الكرك ، فكانت المقارنة بين من يدفع روحه رخيصة في سبيل الوطن من ابناء الحراثين والقرى ، ويسكن الثكنات على الحدود في برد الشتاء القارس وحر الصيف القائض ، وبين ابناء علية القوم في سفاراتنا الذين يتجولون في عواصم الغرب والشرق ، وَيَا للفرق!.
فوظائف وزارة الخارجية أصبحت حكراً على اصحاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفة ، ومحرمة على ابناء الحراثين وأبناء القرى والبوادي ، وهذا صحيح.
ولكن على ما يبدو ان النائب والكاتب المحترمين ، وكثيراً منا نسيَ او يتناسى ان كثيراً من ابناء الحراثين وأبناء القرى والبوادي ، قد أصبحوا من علية القوم ، فمنهم من اصبح صاحب دولة ومعالي وسعادة وعطوفة ، وأخذوا يتقاسمون كعكة المناصب العليا والعطاءات الكبرى.
أليس "العبادلة" (عبدالسلام ، وعبدالرؤوف، وعبدالهادي ، وعبدالكريم) من ابناء الحراثين وأبناء القرى ، ولم يعد انتمائهم لهم سوى التوسط لهم ليصبحوا عسكراً وموظفي فئة ثالثة لخدمة ابنائهم.
الم يصبح ابناء الحراثين وأبناء القرى والبوادي كفايز وعاطف ومشعل وخالد وسلامة ومفلح ومحمود... من علية القوم ، وأصبحوا يتقاسمون كعكة الوطن!.
في ليلة وضحاها تقفز النجوم والسيوف على كتف احدهم ، او ينتقل احدهم الى لقب دولة او معالي او سعادة اوعطوفة ونحن نعرف اصله وفصله ، فقد خرج من بيننا ، ولا تمضي سنة او سنتين ، وإذا المزارع والقصور والسيارات الفارهة والأبناء والبنات في بعثات دراسية او دبلوماسية او في اعلى المناصب.
أيها النائب والكاتب المحترمين،
الذين عاثوا فساداً في قلعة الكرك ، واسالوا دماء ابنائنا ، هم أيضاً أبناؤنا، فالقاتل والقتيل من ابناء الحراثين وأبناء القرى والبوادي ، فكما هناك سائد وصهيب ونمر وعلاء ومهرب..... ممن يدفعون ارواحهم"كاش" في سبيل الوطن ، هناك أيضاً من يسرقون الوطن "كاش أيضا" من ابناء الحراثين والقرى والبوادي.
أيها السادة الفساد لا أصل ولا فصل له ، وكما يقول المثل الاردني العبقري "شو دخل الشيب بالرزالة".
هذا الفساد الذي أخذ ينتشر في مفاصل الدولة سواء في المال المهدور او المسروق او في توزيع المناصب العليا بين علية القوم ، او ارساء العطاءات ممن جمعوا بين التجارة السياسة والنيابة لتدخل جيوبهم ملايين من مال السحت، هذه الأموال التي لو أنفق عشرة بالمئة منها على مستشفيات ومدارس العسكر وابنائهم لاصبحت خمسة نجوم ، ولما اضطر نمر الضمور ان يقدم للعسكر عِتاده الشخصي ليدافعوا عن أنفسهم واهلهم.
يا سادة سوس الخشب منه وفيه.
د. معن علي المقابلة