04-01-2017 12:46 PM
بقلم : مصطفى الشبول
قصة واقعية حدثت في اليمن يرويها شاب يمني ..يقول الشاب : تعرضت لحادث سيارة ونقلوني إلى المستشفى قسم الكسور ، حيث كان في الغرفة ثلاثة رجال (شباب اثنين ورجل كبير بالعمر) كسورهم شديدة ، والذي أدهشني ذاك الرجل المسن يضحك مرة ويبكي أخرى ، فسألته عن السبب ، فقال لي: هؤلاء الشباب أبناء أختي وأنا خالهم ..
لكن الدنيا أعطتنا ظهرها، وشو ما نشتغل أي شيء بفشل وما بزبط معنا …زرعنا الأرض ما نزل مطر ..تاجرنا بالغنم والحلال أصيبت بمرض ومات كل الغنم…فتحنا محل، انكسر ونحجز للتجار من ورا الدين...ما ظل معنا إلا مسدس وبندقية فقررنا أن نشتغل قطَاعّين طرق ونسلب الأموال ونختطف الناس …المهم بأول عملية إلنا كانت بعد غروب الشمس على طريق صحراوي حيث أقبلت سيارة من نوع فاخر ويقودها شاب (مبين عليه ابن عز) المهم وقفّناه واطلعنا معه بالسيارة ورفعنا الأسلحة بوجهه وهو سائق …وبعد خمس دقائق رن تلفون الشاب ، قلت له رد بسرعة وقول لأهلك انك مخطوف واللي خاطفيني بدهم فدية …المهم الشاب فتح الخط وجاوب بهدوء بعد السلام على المتصل : هلا أبو عفاش ..لم أتمكن من التفجير في أول نقطة ،ولكني سأنفّذ التفجير بالنقطة التي بعدها …فقلت له : شو بتحكي ؟ فقال الشاب :هاي السيارة مفخخة وأنا انتحاري ورفع قميصه فإذا بحزام ناسف وعليه زر التفجير …وقال لنا اللقاء بالجنة يا أخوة وبعدها زاد سرعة السيارة ..فصرنا نتوسل ونترجى ونبوس رأسه ويده أن يتركنا ..وهو يقول: تريدوا أن تسرقوني يا سفلة ،وضل يسب ويشتم بنا ،ومصمم على أن نبقى معه ونموت سوية..وبعد رجاء وبوس رأسه ويده وقدمه .وافق على تركنا شريطة أن نقفز من السيارة وهي على سرعة عالية …ففتحنا الباب وقفزنا وتدحرجنا على الأرض وهذا هو حالنا ..فأبكي من الألم ، وأضحك لأننا حتى بالكسب الحرام مش متوفقين.
فنقول لشباب الأيام لا تقنطوا ولا تستسلموا إذا لم تتيسر الأمور في البداية…ولا تعودوا ألسنتكم على قول : والله داقره ،والله مسكرة بوجهي،والله كل جيلي اشتغل إلا أنا ،وعلى سب الدنيا وسب الحظ ….ويعاتب أمه وأبوه :لويش خلّفتّوني و جبّتوني على الدنيا...يعني يصل فيه الحد لسلك طرق غير مشروعه وأولها شرب الحشيش والجوكر (قال شو مشان ينسى)، فلا تدع هذا التفكير يسيطر على مخيلة عقلك لأنك إذا بقيت هكذا ستدرك بأنك مثل شجرة الزينة البلاستيكية ،مغروسة في تربة طينية لكنها بلا فائدة...لكن عليك أن تبقى قوي ومتفائل ودعك من كلام المحبطين فكل شيء مُر سيمُر...