04-01-2017 12:47 PM
بقلم : د.سعيد أبو جعفر
احتفلت المملكة الأردنية الهاشمية عام 2016 بمئوية الثورة العربية الكبرى ،ولا زالت راية الثورة ترفرف بجانب راية المملكة.... وجدير بالذكر فقد رُفعت راية الثورة العربية الكبرى، التي تحمل قيمة قومية عربية، للمرة الأولى في الذكرى الأولى لانطلاقتها في 10 حزيران 1917م، باحتفال تحت رعاية الأمير فيصل بن الحسين، قائد الجيش الشمالي، آنذاك.
وفي خضم الحريق في محيطنا العربي والتي تعالت الرايات وتعددت وتعاظم شلال الدم العربي في فتنة سوداء تديرها ايدي خفيّة من أجل المحافظة على مصالحها في المنطقة، صراعات دولية دموية ليس في حساباتها هذا الكم الهائل من الدم البشري الجاري على الأرض العربية......الدمار الذي لم يسبق له مثيل.....التشريد الجماعي هرباً من أتون الدمار الوحشي، بحثاً عن مساحة أمن للعيش....أي فتن تلك التي ضربت البلاد العربية.....دعم بالمال والسلاح لفرقاء ، ومساعدات غذائية لمهجرين ....ثم الحجب عن البعض ومد البعض الآخر، كي تبقى المحرقة البشرية مشتعلة ،وتفقس الجماعات بمسميات متعددة وبالتالي ازدياد رايات ترفرف على مساحات . ..... والنتيجة اقتتال متزايد.
مع تغييب حكم العقل تتعاظم المصالح الفردية والفئوية، تستمر شلالات الدم تدفقا.
سألت العديد من الفارين من الأشقاء من الدول العربية التي تستعر نار الفتنة فيها؛ تلك حرية أرادها لكم عدوكم !! فكانت الاجابات مخنوقة ممزوجة بدموع العين أخالها تخرج من أعماقهم الجريحة؛ لا ليس ذلك ما كنا نبغ، حتى الشعارات التي كانوا يرددوها كانت توحى لهم من شياطين الفتنة أدوات الأعداء، نعم هم نفخوا في رؤوس دهماء الامة، هكذا كانت اجاباتهم المؤلمة حقا.
نتمنى مزيدا من الوعي الوطني من شعبنا الأبي، ومزيدا من الحس الأمني المطلوب دوماً ،وخاصة لدى أجهزة الدولة المعنية بالأمن، حفاظا على أرواحهم وارواح المواطنين عند القيام بمطاردات للمطلوبين الأمنيين والمشتبه بهم والخارجين على القانون، ونتمنى عدم تكرار (مأساة) قلعة الكرك.
بات من الضرورة بمكان إعادة خدمة العلم، وهي مطلب جماهيري. نأمل من سيد البلاد أبا الحسين حفظه الله، التوجيه بذلك.
ثم ، بكل ما تحمل الثورة العربية ورايتها من قيم وطنية ، وبكل ما نكن من محبة واحترام لها، ولكن ،لا نحب أن نرى غير راية المملكة الأردنية الهاشمية ترفرف في سماء الوطن. نتمنى في هذا العام الجديد أن نرى فقط علم الأردن .
حمى الله أردننا قيادة وشعبنا كي يبقى قلعة عصية في وجه العابثين الحاقدين والخارجين على القانون.
وسيبقى بإذن الله أردن الأمن والمحبة والسلام.