07-01-2017 09:12 AM
بقلم : ابراهيم امين مؤمن
مضيا نحو شاطئ البحر اثنان كانهما , ظالم ومظلوم , او سيد وعبد , او سعيد وشقى او حبيب بالحب موصول والاخر فى حبه مطعون مهجور ....
فقال الاول ..
الا ترى يا هذا حمرة الشمس عقيقا احمرا او مرجانا ,كخاتمى هذا ,او لون الدم يسرى ويتدفق فى عروقى وقلبى هذا , او زينة من ازهار المرجان استنشق عبيرها فتطيب جسدى ؟.
تهبنى كل نعمة يا ( هذا ) ثم تغرب لتتركنى فى ليل انعم فيه بالنساء والسمر والخمر والرقص والغناء ..
قال الثانى ..
ارى فى حمرة الشمس انها تعرينى من كل غال وثمين , فاصبح دميما قبيحا, الونها كلون قطر الدم يسفك من شرايينى , فتشقق جلدى, ويزيد تشققا,حال غروبها ,فتاخذ دمى معها ,فاصبح دميما قبيحا لايشمنى احد الا تاذى وتافف من نتن الرائحة.
تتركنى مجردا من الانسانية , ثم ياتى الليل لابكى على ضحكاتك ايها السيد العزيز, وارقص رقصة المذبوح على لحن موسيقاك وانت ترقص ملتذا يا سيدى ,وتلهو بى كدميتك .....
فقال الاول له متهكما . لقد صنعت كل هذا بيدى يا هذا ههههه فاخسا, ثم استمر قائلا......................
الا ترى البحر ؟
يتمطى بصلبه فيقترب منى حبا وودا , يرمينى بغب مائه وتتطاير شظايا من مائه فتسقط قطراتها على وجهى انسا وطيبا .
الم ترى تراقص امواجه ؟ كم ذكرنى برقصتى سامرا فى الليل.
الم ترى تلاطم امواجه احتضانا وحبا ؟ كم ذكرنى بامائى يالليل.
الم ترى يا هذا لونه الازرق ؟
كم ذكرنى بياقوتى الازرق الذى هو من انفس الجواهر .
الم ترى يا حقير كم فى اعماقه من الكنوز واللؤلؤ؟
كم اعطى الخير لى لانى شريف ؟ وكم سرت بسفينتى فى بطنه فسيرنى ودفعنى واخرجنى على شطانه عزيزا قديرا ؟
فقال له الثانى ..
يتمطى بصلبه يريد اخذى وغرقى يا قدير .
تتطاير قطرات مائه شظايا من لهيب ليحرقنى بمائه يا انيس.
تتراقص امواجه فاستحضر فى خيالى رقصتى المذبوحة يا ملتذ.
ما تلاطم الا غيظا يكاد يميز من الغيظ لانه يريد غرقى.
وما كان لونها ا لازرق الا لكمتك بيدك على وجهى يا سيدى.
وما فى اعماقه الا لجة سوداء موحشة, تذكرنى بمكان تجلدنى فيه فاحدث صوتا كصوت التهام الفريسة عند افتراسها.
فكم فى اعماق البحر من ظلم ووحشية كالتى يعيشها مثلى يا سيدى..
قال السيد, ما احمقك من عبد ابق ثم استرسل فى كلامه له وقال...
كم فى الثرى من حياة ؟ وكم فى الرياح من نسائم ؟ وكم هى الحياة جنة تجرى من تحتها الانهار؟
قال العبد ..كم فى الثرى من قبور وكان الثرى سقط من اعضائى؟
وكم فى الرياح من عواصف تعصف بكوخى الصغير ؟
يا سيدى ..
يا مالكى ..
وما زالا على هذه الحالة يتبادلا الحديث حتى مر عليهما رجل حكيم فاستوقفهما واسترعى سمعهما وانصتهما قائلا ..
(يا ايها السيد ..
عش ما شئت فانك مفارق وفى الجحيم مسعر , فما انت الا مجرما مختالا فخورا...
يا ايها العبد .. لقد حملت نفسك من اوزار القنوط والياس ما حملت . فما اكفرك؟
فلا انت فى الحياة تحيا وبعد الموات مسعر . فما انت الا ياسا قا نطا.
وتركهما ومضى .
وما الحياة شقى وسعيد وظافر ومحروم وظالم ومظلوم وقاتل ومقتول ...