حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15950

من نتائج الهجرة قيام الدولة الإسلامية

من نتائج الهجرة قيام الدولة الإسلامية

من نتائج الهجرة قيام الدولة الإسلامية

07-12-2010 07:58 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 إن حدث الهجرة النبوية الشريفة من أبرز أحداث التاريخ ذكرا ًوأكثرها وأهمها شأنا وأعمقها معنى وأبعدها أثراً وأكثرها تحولا في تاريخ وحياة المسلمين ، وهذا الحدث الفريد سيظَل خالداً لا تمحوه الأيام ولا تنساه الأجيال. وكلمة الهجرة جاءت من الهجر وهو ضد الوصل، وهى عند أهل الشرع تعنى مفارقة دار الكفر إلى دار الإسلام إما لخوف من فتنة أو لطلب إقامة الدَين ولذلك سمى الذين تركوا مكة وتحولوا إلى المدينة من صحابة الرسول  بالمهاجرين ولهم مكانة وفضل كبير وقد ذكر القرآن في بيان مكانة المهاجرين في سبيله فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ {البقرة-218} ولقد سبق مشهد الهجرة تيقن المشركين بفشل تدابيرهم في مواجهة رسالة الإسلام، وأجمعوا على قتل النبي  بمكر منهم، قال سبحانه وتعالى﴿ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين﴾ فأمر الله تعالى نبيه بالهجرة إلى المدينة. فقد يئس النبي من إذعان قريش ومهادنتها له بل لم تتركه هو وأصحابه ينشغلون بدينهم الجديد ويتعبدون الله فنغصت عليهم خلواتهم واستعبدت ضعفائهم وعذبتهم , فرأى الرسول أن يفر بدينه ليتفرغ له بادئ الأمر ويثبت أسسه ومبادئه في نفوس أتباعه, فقد خطط النبي  لرحلته تخطيطا محكما، وكان حريصا على إنجاز مهمته، سائلا الله عز وجل التوفيق فاختار صديقا للطريق والسفر والهجرة هو أبا بكر , فلما توكلا على الله تعالى وأخذا بالأسباب كان التأييد حليفهما. ثم بلغ النبي  المدينة واستقبله أهل طيبة بالفرح والسرور، فعن أنس بن مالك  قال: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله  المدينة أضاء منها كل شيء.

وكان أبرز نتائج الهجرة يتمثل في قيام الدولة الإسلامية الأولى، وهي أول دولة أقامها نبي في الأرض ، وذلك لأن دين الإسلام يجمع ما بين العبادة والتشريع والحكم فقد كان أيضا : أ- تحقيق العبودية الخالصة لله وحده . أحدث الإسلام نقلة عميقة وشاملة في عالم العقيدة ، فلم يعد ثمة مجال لعبادة الأصنام والكواكب والأوهام ، ولا لممارسة السحر والكهانة ، ولا للتشبث بالتمائم والرقى ، بل اتجه سكان الدولة الإسلامية إلى توحيد الله في التصور والعبادة والسلوك ، فالله واحد { وإلهكم إله واحد } (البقرة: من الآية163 (. وأحدث الإسلام انقلاباً جذرياً في حياة الفرد والجماعة ، بحيث تغيّر سلوك الأفراد اليومي وعاداتهم المتأصلة تغيراً كلياً ، كما تغيرت مقاييسهم وأحكامهم ونظرتهم إلى الكون والحياة . وكذلك تغيرت بنية المجتمع بصورة واضحة ، فاختلفت مظاهر وصور ، وبرزت معالم وظواهر جديدة . فالنقلة كبيرة بين ما كان عليه الإنسان في جاهليته ، وما صار إليه في إسلامه . إذ لم يعد العربي متفلتاً من الضوابط في معاملاته وعلاقاته الاجتماعية ، بل صار منضبطاً بضوابط الشريعة الإسلامية في جزئيات حياته من أخلاق وعادات كالنوم والاستيقاظ ، والطعام والشراب ، والزواج والطلاق ، والبيع والشراء ، ولا شك أن العادات تتحكم في الإنسان ، ويصعب عليه التخلص منها واكتساب عادات وصفات جديدة ، ولكن ما ولّده الإسلام في أنفسهم من إيمان عميق مكّنهم من الانخلاع من الشخصية الجاهلية بكل ملامحها واكتساب الشخصية الإسلامية بكل مقوماتها ، فاعتادوا على عبادة الله تعالى وحده ، بالصلاة والصوم والحج والزكاة والجهاد ، وقصده بكل أعمال الخير الأخرى ، والتقرب إليه بالذكر والشكر ، والصبر على البلوى ، والإنابة إليه ، والدعاء إليه ، والرغبة في فضله ورحمته ، وامتلاء القلب بالتوحيد والإخلاص والرجاء . ب- الأخوة ووحدة الصف : إن الأساس الذي بنيت عليه العلاقات في مجتمع الدولة الإسلامية هو الإخوة الإيمانية التي حددتها الآية الكريمة { إنما المؤمنون إخوة } (الحجرات: من الآية10) , فالأخوة الصادقة لا تكون إلا بين المؤمنين ، وهم يقفون صفاً واحداً للجهاد في سبيل الله ولبناء قوة الدولة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية ، وذلك برص صفوفهم ، والتعاون فيما بينهم ، وشيوع المحبة والألفة في مجتمعهم .

قال تعالى: { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص } (الصف:4( ج- الطاعة بالمعروف في المنشط والمكره : اتسم جيل الصحابة رضوان الله عليهم بالطاعة الكاملة لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد كانوا يقرؤون القرآن وكأنه ينزل على كل واحد منهم - رجلاً كان أم امرأة - غضاً طرياً ، وكانت لغة التخاطب بينهم هي الفصحى التي نزل بها القرآن ، وقد أعانهم ذلك على فهم الخطاب الإلهي بسهولة ويسر ، كما ولّد الأثر القوي في نفوسهم ، وسرعة الاستجابة التامة لتعاليمه وأحكامه . . نسأل الله تعالى أن يصلي على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين وان ينفعنا بهديه وتعاليمه لكي نعتبر بها ونستفيد من دلالاتها ونسأله أن يرزقنا التوكل والصبر والعزم، وأن يوفقنا لطاعته وطاعة من أمرنا بطاعته, عملا بقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ).








طباعة
  • المشاهدات: 15950
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
07-12-2010 07:58 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم