حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27055

الاعلام الأمني في مواجهة اعلام التنظيمات الارهابية

الاعلام الأمني في مواجهة اعلام التنظيمات الارهابية

الاعلام الأمني في مواجهة اعلام التنظيمات الارهابية

08-01-2017 12:40 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : العقيد المتقاعد بشير الدعجة
بداية لابد أن نعترف وبشفافية عالية بأننا في الأردن (وللأسف) ليس لدينا كوادرإعلامية أمنية مؤهلة ومتخصصة وذات مهنية محترفة للتعامل مع ظاهرة الأرهاب وأسبابها وعواملها....فكل مانستطيع فعله عند حدوث عملية إرهابية هو ( فزعة عرب)...تغطى اعلاميا بشكل عفوي وارتجالي غير مخطط له تصل احيانا لحد التخبط والفوضى الاعلامية ... ناهيك عن عدم وجود خلية ازمه اعلامية امنية تتعامل مع الموقف بشكل ممنهج ومنظم... الامرالدي يجعل التغطية الاعلامية تفتقرالى الاطار المرجعي الذي يحقق لها التماسك المنهجي...كما ان هذه التغطية الاعلامية سطحية وفقيرة تهتم اساسا بتقديم جواب عن سؤال .. مادا حدث ؟ ويغيب عنها الطابع التفسيري والتحليلي لظاهرة الارهاب... مما يثبت انه ليس لدينا استراتيجية اعلامية امنية جاهزة للتعامل مع ظاهرة الارهاب ..

على الجانب الاخر نرى ان اعلام التنظيمات الارهابية ... اعلام ليس فوضوي ولا ارتجالي او عفوي... بل اعلام منظم ومخطط له جيدا وفق استراتيجية اعلامية لها اهدافها المدروسة بعمق... مستغلين التطور المتسارع والثورة الهائلة بوسائل الاعلام المختلفة لتحقيق التواصل الدائم مع الجماهير الواسعة في كل ارجاء العالم وتمرير سمومهم ورسائلهم الخبيثة بقوالب اعلامية متقدمة ومتطورة وبفكر اقناعي عالي جدا...حيث يجد اعلامهم الارض الخصبة لهذه الرسائل المسمومة... والتي تعمل على تغييرالمعتقدات والمسلمات الدينية والسلوكيات والاخلاقيات والاتجاهات لدى المتلقي لاعلامهم الارهابي... وتنجح بدلك نتيجة لغياب الاعلام المضاد... واقصد هنا الاعلام الامني بمفهومه الواسع.

ان التحدي الحاضر والمستقبل هو تحدي امني واعلامي مع التنظيمات الارهابية ... والاردن يقع جغرافيا بقلب منطقة حبلى بالزلازل والبراكين واقليم ملتهب... وبدأت حمم البراكين وارتدادات الزلال تطولنا شيئا فشيئا... ونحن للاسف مازلنا نتعامل مع هده الظاهرة باساليب اعلامية تقليدية عفا عليها الزمن ..وهذا ما لمسناه في عدد من الحوادث الارهابية المؤلمة التي تعرض لها وطننا في السنة الماضية...

لقد آن الآوان للقيام بثورة وانتفاضة اعلامية امنية وصياغة استراتيجية اعلامية امنية تنبثق عنها خطط اعلامية ... تسبق الاعلام الارهابي ... قادرة على محاججته وكشف الآعيبه وتعريته امام الجماهير ... مستخدمين اساليب مهنية اعلامية محترفة ومستغلين وسائل الاعلام والتكنولوجيا الحديثة ... كما تتطلب هذه الانتفاضة الاعلامية الامنية اعادة النظر وتقييم بعض القائمين على الاعلام الامني اصحاب الفكر الاعلامي التقليدي والذين ليس لديهم المؤهلات والمتطلبات العلمية والمهنية والخبرات الاعلامية الامنية المتراكمة اللازمة القادرة على وضع استراتيجية اعلامية امنية تنبثق منها خطط واليات اعلامية امنية للتعامل مع ظاهرة الارهاب والتصدي اعلاميا لخططهم وبرامجهم الخبيثة... وذلك بفكر اعلاميا عالي الاقناع والتأثير تعيد من حاد عن طريق الصواب.. وتقنع كل مواطن ان الحماية من هدا الفكر الارهابي المتطرف والتصدي له هو حماية له وعائلته ..

يا اعلامنا الامني... مازلنا نتحدث عن الارهاب ومضاعفاته بشيء من الاستحياء أو الخوف ... أو ان تناول ذلك اعلاميا يعد من المحرمات ... يا اعلامنا الامني ان العالم يتغير في كل ثانية بشكل متسارع جدا بسبب التطور الهائل في جميع مناحي الحياة ومنها الاعلامية حيث اصبح العالم (قرية ريفية صغيرة) ... والحصول على المعلومة ومنها المعلومة الارهابية الخبيثة اسهل من تناول كأس ما من الغرفة المجاورة لك...واصبحت هذه المعلومة الارهابية لا تعترف بحدود دولة أو أقليم ... إنها اصبحت عابرة للقارات بثوان معدودة ... فالسماء والفضاء مفتوحا امام وسائل الاعلام... فإذا لم نستغل دلك وندحض الاعلام الارهابي وفق خطط اعلامية امنية مدروسة ... سيسبقنا هو... ويحقق اهدافه ويبث سمومه مؤثرا سلبيا على أمن الوطن والمواطن...

يجب علي القائمين على الاعلام الامني أو اصحاب القرار ادخال ملف الاعلام الامني الى غرفة التشريح وتشريحه باساليب منطقية وشفافة وتقييمه تقيما شامل وفق معايير اعلامية عصرية... مقترحا انشاء ادارة للاعلام الامني لجميع الاجهزة الامنية ذات العلاقة تتبع لمعالي وزير الداخلية أو للمركز الوطني للامن وادارة الازمات ...ترأسها شخصية اعلامية امنية ذات باعا طويل في العمل الامني والاعلامي الامني ولديها خبرات اعلامية امنية متراكمة ومؤهلات علمية ودورات تؤهلها لذلك... ذات كاريزما اعلامية...لان تعدد المرجعيات الاعلامية الامنية يؤدي الى تنازع الصلاحيات والاحتصاصات وبالتالي فوضى وتخبط وضبابية في القرار الاعلامي الامني... وعندما تقع ( الفأس بالرأس) ... تبدأ جهات التنازع بتبادل التهم والتراشق والتلاسن والكل يبعد تهم التقصيروالتخبط والاهمال والعحز الاعلامي والفوضى عنه.... وللحديث شجون...

الدكتور بشير الدعجة ... الناطق الاعلامي السابق للامن العام... ومدرب وخبير في الاعلام الامني








طباعة
  • المشاهدات: 27055
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم