بقلم :

 في لحظة الغروب وامام طؤارى مستشفى الجامعة الاردنية استوقفني وجود سيارة احد النواب ،واثار دهشتي انها فارهة فارهة فارهة جدا لدرجة انني لم اعرف نوعها لقلة من يركبونها في الاردن ، هذه المركبة الفارهة سيكون تاثيرها كارثيا على النائب ومن انتخبوه ،لانها تمنح النفس كبرياء وانفة وتعالي هذا عدا عن انها بها كل وسائل الراحة من كندشن ومقاعد مدفئة في الشتاء ومبردة في الصيف وهي تضيء لوحدها في المساء وتطفي انوارها مع ساعات الفجر الاولى ، وهذا يقاس على باقي النواب في كافة مناطق المملكة وقد شاهدت بعضهم يركبون الجيبات العالية والحديثة ،حديثي اليوم ليس عن المركبات ولكن عن نائب يجب ان يلامس هموم من انتخبوه.

وانتم تعلمون يا معشر النواب ان من يعيش تحت التكييف والتبريد لن يعرف معنى لفح الشمس ، ومن يشبع منكم ايها النواب لن يعرف معنى الجوع ومن يجلس على المقاعد الوثيرة لن يعرف معنى الجلوس على تراب الصحراء ، ومن يعيش ايها النواب تحت التدفئة لن يعرف معنى برد براكيات الزينكو .

حياتكم ايها النواب المرفهة بين مقاعد البرلمان ودعوات الغداء والعشاء والسفر ورغد العيش سوف ينسيكم الشعب الذي يامل بكم الكثير الكثير . وانا ناصح لكم . نحن الان في فصل الشتاء انصحكم ايها النواب ان تناموا في غرف ليس بها صوبه لانكم ستشعرون مع البرد الذي يعانيه الشعب.

انصحكم ان تركبوا بالمواصلات كل ثلاثة شهور مره لتعرفوا معاناة الشباب والكبار والصغار في ذهابهم وايابهم بحثا عن لقمة العيش . انصحكم ايها النواب ان تسيروا على اقدامكم تحت حرالشمس وبرد الشتاء وان تقفوا على طابور الباص والمخبز . انصحكم ان تركبو في سيارات ماتورها الف سي سي ومن الموديل القديم لتبقوا قريبين ايها النواب من الشعب وخشونة العيش التي يعيشونها .

ماذا اقول لكم وانا ارى مركباتكم الفارهة لا تدل على اناس يريدون خدمة الوطن وابناءه ،بل جيل من النواب يبحثون عن الوجاهة وكلمة يقولها احدهم "جاء سعادة النائب ،وذهب سعادة النائب ،وتفضل سعادة النائب ".

وانا اقول ان سعادة النائب في اسعاد الناس والعيش بينهم وعلى مستوى قريب منهم وليس اعلى منهم ،لان الاربع سنوات هي غمضة عين وتذهب ويبقى العمل الصالح والدعاء المستجاب . لن اعمم لانني اعرف منكم ايها النواب مجموعة كبيرة من خيرة الخيرة الذين يفتحون بيوتهم ليل نهار لحل مشاكل الناس والسير في قضاء حوائجهم قبل ان يكونوا نواب واشدد على كلمة قبل ان يكونوا نواب.

mediawm@yahoo.com .