11-01-2017 10:01 AM
سرايا - سرايا- أشارت دراسة اكاديمية للباحثة الدكتورة هيا الهلالات إلى أن تأثير الفيس بوك على الطلبة الجامعيين من منظور جندري كان لصالح الإناث حيث كانت المتوسطات الحسابية للإناث أعلى منها عند الذكور.
وتعزا هذه النتيجة بحسب الدراسة إلى مواكبة التغيرات التكنولوجية والتقنية وانتشار جيل جديد من الهواتف النقالة التي تعمل بتقنية عالية في استقبال وإرسال المعلومات وتصفح الفيس بوك.
وبينت الدراسة ان الفيس بوك يعد وسيلة جديدة لتبادل الآراء والأفكار وتكوين الصداقات وتكوين الوعي حول القضايا المختلفة التي تهم الشباب ومنهم طلبة الجامعات سواء كانت المواضيع تتميز بالجدية الفائقة أو المشاركة بغرض الترفيه.
وقالت الدراسة انه مع انتشار هذه التكنولوجيا في الاتصال إلا أن استقبال هذه الأنواع من وسائل الاتصال الجماهيري يختلف باختلاف المجتمع والثقافة، بما في ذلك النوع الاجتماعي (الجندر)، لافتة إلى أن هذا الاستخدام ما زال بحاجة إلى مزيد من الدعم والتوعية.
كما أظهرت الدراسة ان استعمال الطلبة للفيس بوك، يؤثر في التحصيل الدراسي حيث كان لدى الذكور أعلى منه للإناث؛ وقد يعود ذلك، وفق الدراسة، إلى تعدد اتجاهات النشاطات لدى الذكور على عكس الإناث حيث الالتزام بالبيت أو الدراسة والأمُور الاعتيادية الموكلة للإناث في الحياة.
وفيما يتعلق بتأثير استعمال الفيس على التواصل مع الأسرة، كان التأثير متوسطا لكلا الجنسين لكنه أعلى لدى الإناث وهذا الشيء منطقي بما أن التكنولوجيا دخلت على كافة أفراد الأسرة.
وبخصوص الإدمان على الفيس بوك، كان التأثير السلبي متوسطا ولكنه أعلى لدى الإناث عنه من الذكور.
وأظهرت الدراسة أن شبكات التواصل الاجتماعي تفتح مجالا للطلبة في تعزيز الشخصية لدى الذكور والإناث، على حد سواء بحيث أصبح للإناث مجال في الوصول للإنترنت وتصفح الفيس بوك دون الحاجة للخروج من المنزل أو حتى التواجد في أماكن الإنترنت، والمشاركة بالكثير من الموضوعات التي تحظى بردود أفعال من الإناث والذكور وبالتالي إيجاد هوية افتراضية لإثبات الذات والقدرات، حيث أظهرت النتائج المتقاربة في المشاركة في النتائج المختلفة من خلال عدم وجود قيود على نوع الجنس.
وأشارت الدراسة الى رغبة كلا الجنسين بالتواصل، وبناء علاقات الصداقة والتعرف إلى الجنس الآخر، وأنّ التواصل وبناء الصداقات كان لدى الذكور أعلى منه عند الإناث، مرجعةً ذلك لطبيعة المجتمع، والتمسك بالقيم والمحافظة التي تجعل الإناث أكثر حرصاً في أغلب الأوقات على عدم تقبل الصداقات الجديدة ووجود مخاوف من الغرباء.
وبينت النتائج أن نسبة تواصل الذكور مع الأصدقاء الجدد أعلى منه للإناث، بحيث إن هنالك حاجات تنبع من رغبة الذكور بالتعرف والتفاعل الاجتماعي وزيادة ما يعرف بالرأس المال الاجتماعي، والانفتاح على العلاقات الإنسانية.
واستدركت الدراسة «صحيح هنا أن نسبة الاستعمال كانت لصالح الذكور، إلا أن الإناث أيضاً لهن رغبة في التواصل والتفاعل, فهي حصيلة دخول العولمة والانفتاح الذي دخل إلى المجتمعات وأحدث فيها الكثير من التغيير والذي هو في تزايد وبخاصة ما يحدثه على النوع الاجتماعي بحيث أصبح يقلل تلك الفجوة التي كانت موجودة، وإن كان بعض الإناث يحاولن البقاء بعيدا إلا أن الفيس بوك قد جعل من التفاعل أمراً واقعاً من خلال الدخول إلى الصفحات المختلفة والإعجاب بمواضيع مختلفة ذكورا وإناثا حيث أوجد نمطاً جديداً من الاتفاق على وجهات نظر جديدة، وهذه الظاهرة في تزايد».
وفيما يخص المبادرة والمشاركة الجماعية وطرح الأفكار من خلال النشاطات والمبادرات الشبابية المنتشرة على الفيس بوك للذكور والإناث، ذكرت الدراسة أنها تعزز قيم الانتماء والمسؤولية لديهم كخطوة يجب استغلالها من قبل الجامعات لطرح النشاطات غير المنهجية للطلبة وخاصة جامعة الحسين بن طلال بشكل يساعد في بناء وتنمية القدرات لديهم.
وأشارت النتائج إلى أن الإناث كانت موافقتهن على أن الفيس بوك ساهم في تعزيز الثقة بالنفس، وهي نتيجة منطقية إذا ما أخذ بعين الاعتبار خُلق الخجل لدى الإناث، والقيود الموضوعة في الكثير من الأحيان على التواصل بين الذكور والإناث، واتساع دائرة المعرفة لديهم وتبادل الخبرات والمعلومات بشكل يؤدي إلى تقليل الفجوة بين الذكور والإناث. وقد أظهرت الدراسة الآثار الإيجابية لدى الذكور، في تحول العلاقات من افتراضية إلى حقيقية بعكس الإناث حيث تظهر قيم الخجل والخوف من أي صداقات جديدة خاصة مع أشخاص غرباء.
أما بخصوص التواصل مع أعضاء الهيئة التدريسية فقد لاحظت أن طلبة الكليات العلمية تنتشر فيها المجموعات المشتركة على الفيس بوك، وبعكس باقي التخصصات قد يكون الهدف من دخول الفيس بوك هو التسلية أو الترفيه، وأيضاً عدم الكفاية المعرفية لدى بعض أعضاء هيئة التدريس، وعدم تحفيز الجامعة استخدام الفيس بوك للتواصل الدراسي والمعرفي.
واوصت الدراسة من خلال نتائجها بضرورة توعية الطلبة وبخاصة الإناث بتأثير استعمال الفيس بوك ودوره في الانعزال عن الاسرة، كما دعت الى توجيه المؤسسات التعليمية؛ لتوظيف استعمال الفيس بوك في العملية التعليمية، وتوجيه الطلبة إلى أهمية وكيفية استعمال الفيس بوك في المجال الأكاديمي، وتحفيزهم على استغلاله لتطوير المهارات والقدرات ونشر الوعي على مستوى المجتمع والأسرة والآباء، وعلى مستوى الفرد في الاستخدام الإيجابي للشبكات الاجتماعية وضرورة إقامة دورات تدريبية، ولقاءات جماهيرية للحد من أخطار شبكات التواصل الاجتماعية وحثت على دراسة مدى وعي أولياء الأمور في منطقة ما، باستخدامات الفيس بوك الإيجابية منها والسلبية والدعوة الى عمل المزيد من الدراسات حول دور الهواتف الخلوية في انتشار مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة والتغيير الذي يحدثه بالمجتمع.