16-01-2017 09:34 AM
بقلم : عبدالهادي يوسف شنيكات
ومع حزني الشديد وأسفي المستمر لحالٍ وطنيّ بائس ، ينسف بكل تجبّر أيّ بصيص أمل في إصلاح دولة تشير كل القراءات أنّها على حافة بين الجمود والسقوط ،وعاجلا أم أجلا سينكشف الأمر للجميع ، أقول أننا نحن الأردنيون لا نستحق كل هذا الذي يحدث لنا ، بحق أننا ظُلمنا وأوذينا ... ولعلنا يوما ما و بعاطفة الفزعة ولأسباب تعددت أهدافها وتخبطت مساعيها كنا قد أجهزنا - دون أن ندرك- على أخر نفس كان يمكن أن ينصف هذا المكون الصبور المكافح ، الكريم المانح و الصامد المعطاء....
ففي محيطٍ أُقْفِلَ فيه محضرُ "الخروج العام"على مفردات الانحراف والردة والإرهاب ، ومتى كان الرأي السديد و النصيحة محل استهزاء وسخرية لدى جانب المقرر ، والنقد تطاولا و جرماً شُرّعت لصده وتكميم أفواهه قوانين السجن والنفي ، يكون الانهيار الأخير مسألة وقت ومعادلة لا تقبل الحل بأثر رجعي ...
وبالرغم من الفضاء العاج بعبارات الحكمة وجمل الفكر الحر ، ما زال البعض يتحدث وبإسهاب عن التعديل الوزاري الأخير ، وقد أدركنا منذ زمن بعيد أنّ هذا ديدن الساسة ، وما هو موجود في أحد المغلفين الذين أعقبهما مسئول سابق لأخر لاحق ، كانا بمثابة توصيات له عندما تشتد الأزمات ، اجرِ تعديلاً وزارياً يا رعاك الله ، وفي المغلف الأخر طلبا بتحضير مغلفين للقادم الذي سيخلفه ،،،
من العجب العجاب أنْ يفاضل البعض بين وزير تربية سابق وأخر لاحق ، أو أخر في الزراعة أو في الداخلية أو الخارجية وجميعهم الخارج والداخل منهم ، امتداد للفشل الذي نتذوق قسوته ومرارته في تعليم أبنائنا و لقمة عيشنا وفي مزارعنا ومصانعنا و علاقاتنا وأخلاقنا وفي المجهول الذي ينتظرنا ...
لكن سؤالا يُطرح وفي معرض الحديث عن هذا التعديل ، فهل نفهم منه أنّ بقية الطاقم الوزاري يكملون مهمتهم بنجاح ، ويثبتون جدارتهم في تسلم حقائبهم ، وتجنبا لرد سياسي يأخذنا بعيدا عن الإجابة الحقيقة ، هل هذا هو الإجراء المتعارف عليه حين تشتد الخطوب وتغلق الدروب على حلول للواقع الاجتماعي الاقتصادي المتداعي عند الجانب الرسمي ، هل هذا يدخل ضمن عمليه الهاء لكسب الوقت ، أم أن هناك هدفا في التعليم يراد تحقيقه او في الداخلية يراد تمريره ...وفي هذا فالأسماء لا تعني لنا شيئا ، لكنها قد توحي بشيء عن أوامر تتطلبها المرحلة القادمة...
ولا أدري ما هو الوصف الملائم لما يدور في هذا هذه الوضع المعقد ، والجميع يساهم في هذا السقوط والجميع ينتظر قدرا في علم الغيب علّه يردّ هذا الحصار الخانق ويتصدّى لهذا الطوفان المغرق ، أقدرٌ أن نحضر هذا الوقت المنتفخ بالفوضى والفساد والظلم ؟ ، وفي ظل عقيدة حسمت أمر إرسال الرسل منذ أكثر من قرن ونصف...من ننتظر ؟
الإرهاب الخالي من الرصاص يتناوب وظيفته مسئول فاسد ومشرّع فاقد ، وموضوع أنْ ننتظر من هذا مجلس النواب ليحدث أمراً طيبا بات من المستحيل ، وعلى ذكر ذلك فأنّي مصدوم بأنّ واحدة من مستحيلات العرب الثلاثة قد باتت حقيقة " الغول" ويظهر جليا في سماء الأردن كالبدر في تمامه والأكثر غرابة ان الإصلاح في الأردن ذهب ليحل محله لتبقى المستحيلات ثلاثة و لنبقى في متسع كبير في استخدام مصطلح " من رابع المستحيلات"