بقلم : هارون الصبيحي
للمعارضة أهداف لا تخفى على كل صاحب عين ثاقبة، أنت تعارض لأنك تريد أن يتم شراء صمتك مقابل كرسي مريح، أنت تعارض لانك تطلب الشهرة وتريد أن تلعب دور البطولة وفي الحقيقة أنت بطل من ورق وإذا ما جد الجد تنسحب تحت مبرارات معدة مسبقاً.
هناك من يعارض لأن صوت الشعب قد ارتفع وحتى يغطي على سرقاته للمال العام وتبييض لصفحته أمام الناس، لاننسى المعارضة لتصفية الحسابات والغيرة والحسد وغير ذلك.
كثيرة هي أسباب المعارضة في الدول العربية ولعل من أقلها انتشاراً المعارضة الوطنية الشريفة التي تهدف فعلاً للمصلحة العامة والحفاظ على الوطن وتصحيح المسار.
ولذلك تقف الشعوب العربية غالباً بين نارين، نار النظام و نار المعارضة وتعم الفوضى، القيادات الوطنية والنخب الثقافية متقاعسة لا دور لها ولا عمل جماعي مؤثر وكل ما تفعله هو محاولات فردية واجتهادات لاتغني ولا تسمن ولا تغني من جوع.
ما هو الحل؟
الحل في الكتاب والثقافة والوعي ومجتمع المعرفة، الشعب الذي يقرأ ويتثقف ويتحصن بالمعرفة والعلم والأدب من المستحيل خداعه والنيل من حقوقه.
الحل من الأم الأب والتربية بعيدا عن غرس ثقافة الأنا في عقول الجيل القادم.
هل هناك أب عربي يقول لابنه أدرس وتعلم وأفهم حتى تدافع عن الوطن بالعلم وترفع من شأنه؟ هل يوجد في تفكيرنا كعرب شيء اسمه تغليب المصلحة العامة على الخاصة؟
حقيقة هل يوجد هذا رغم أننا نغني ونهتف للوطن ونتباكى عليه؟
لا المعارضة صادقة ولا الشعب مثقف وواعي بالاغلبية ولا الأنظمة وبطانتها تعمل بجد واجتهاد فكيف ينصلح الحال؟
الحرية في العلم والأدب والثقافة وكل هذا يقودنا بلا شك إلى الانتاج والابداع والتقدم.