08-12-2010 05:17 PM
يحق لمن أحب الوطن واخلص لمليكه ووفى لأهله ومجتمعه، أن يمتطي صهوة جواده شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، يحمل في قلبه عشقه الكبير لهذا الحمى العزيز، لأنه لا ينتمي الى تيارات هشة أو أحزاب هزيلة، وليس في جعبته أجندات خاصة، إنما ينتمي إلى الأردن الكبير الذي ورث حبه كابراً عن كابر.. هكذا يكون الفارس الغيور الذي يستحق ان يتقدم الصفوف بتواضع شيخ القبيلة ورصانة حكيم قومه، وطيبة أهل باديته.
من لا يحب هذا الحمى لا اخاله جديرا بان يلتحف بسمائة وينام فوق ترابه، فوطن معطاء بحجم الاردن يستحق ان يُعشق، وقائد هاشمي أشم جدير بان يُفتدى بالمهج والأرواح.. هكذا كانت نظرة الأجداد للوطن ولقادته الغر الميامين من بني هاشم، ومن يريد ان يعرف كم هو غالٍ هذا العرين، فليسافر خارج حدوده، حينئذ يدرك، كم هو عزيز، عزيز.
الرجال المحبون للأردن وقيادته كثر، فهم بتوجهاتهم وأفكارهم ورؤاهم ينطلقون من حرصهم على قوته واتزانه وتطوره وتماسك لحمته، بعيداً عن اية أجندات خاصة، لا تهدف الا للنيل منه والحط من قدره، بعد ان أضحى أمام العالم منارةً عاليةً يشار لها بالبنان.
وأمام هذا وذاك يقف البدوي المتجذر أصالة وفخاراً بكبريائه المحبب، مرةً لأنه أردني الهوى قومي العروبة، وأخرى لأنه ينتمي لوطن يسمو خلف راية الهاشميين الأحرار، فقد تعلم في البادية التي تزخر بالنقاء، والبساطة، والطيبة، والكرم الأصيل بجانب حسن الخلق.
كما تعلم في بيت الهاشميين أخلاقهم التي يحترمها الكبير والصغير في أردن العطاء والمحبة، فكانت نشأته الأولى في كنف أسرة أحبت الوطن وعشقت ترابه وسمائه، وسارت بكبرياء خلف قيادته الفذة منذ عهد الملك المؤسس طيب الله ثراه، فظل فيصل عاكف الفايز على نهج الآباء والأجداد، محبا، مخلصاً للعرش الهاشمي، ماضياً في هذا الطريق ليتوارثه أبنائه وكل الشرفاء المؤمنين بقداسة ترابه ورحابة أركانه.
ابو غيث استحق بجدارة ان يعتلي سدة الحكم، فقد نال ثقة القائد حين كلفه بتشكيل الحكومة في العام ألفين وثلاثة، في وقت كثر فيه "الهرج والمرج" على كثيرين، فما كان من الملك الشاب أن جاء بالفايز الذي خبره في القصر عبر مواقع عدة ليوكل إليه أمانة المسؤولية، لأنه لا يحمل اية أجندات خاصة، فجاءت حنكة القائد بان يولّي على الناس أكثرهم حباً للوطن وإخلاصا لشعبه وقائده، فضلاً عن محبة الجميع لشخصة وعشيرته التي لم تقف يوماً من الناس الا على مسافة واحدة، وهو ما فعله ابن العشيرة البار.
من يحترم الصغير قبل الكبير يستحق ان يُحترم، ومن يستخدم المفردة البسيطة التي يفهمها كل الناس، أجدر بان ينال القبول والرضى من الجميع، وقد كان لهذا الرجل ما أراد، لأنه كالطود الشامخ لا ينحني الا لله. لم يتردد لحظة حين عبّر للشعب وللنواب وقت ان كان رئيساً للوزراء.. " ان الاردن اعز مكان إليه، وقائد الوطن أغلى إنسان على قلبه، وخدمة الوطن شرف لا يدانيه شرف". هذا النوع من الحب الممزوج بدفء العاطفة، يعطيه دافعاً لمحبة الشعب، ومحاولة إصلاح ما يمكن إصلاحه عبر برنامجه الذي لا يقبل المزايدة ولا المداهنة، فكان الفقير من اولوياته فقدم له ما يستطيع، والتنمية الشاملة بمفهومها الحديث، أساس نهجه الذي يستمده من توجيهات مليكه، لينهي مهمته بنجاح. ولعل دراسته للعلوم السياسية في جامعة كارديف (بريطانيا) ثم الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة بوستن (بروكسل)، أعطته قوة وثقة في طرح أفكاره، التي تتميز بوضوح الفكرة، وبلوغ الهدف، فكانت سبب نجاحه في اتخاذ القرارات الصعبة، أما جعبته فهي مزدحمة بالأفكار والرؤى، التي أراد ان ينجزها بعقلية الرجل المتحضر، المتسلح بالعلم والمعرفة من ارقى المعاهد والجامعات، ثم بحنكة البدوي المتفهم لطبيعة بلده وعادات أبنائها وحجم مواردها وتطلعاتها. حين ارتضى سيد البلاد لهذا الفارس العتيد الراحة والاستجمام بعد سنوات حافلة بالعطاء والإنجاز ، قضاها بين وزارة الخارجية قنصلاً، ثم في الديوان الملكي نائبا لرئيس التشريفات، فوزيراً للبلاط، فرئيساً للوزراء، ثم عاد إلى القصر رئيسا للديوان الملكي.. فكانت استراحة المحارب..
ورغم ذلك مارس نشاطاته السياسية والاجتماعية عبر سلسلة من المحاضرات القيمة التي كانت تدعو الى الوحدة الوطنية وترسخ مفهوم المواطنة الصالحة والالتفاف حول القيادة الهاشمية، فضلاً عن تواصله مع جميع شرائح المجتمع. لم يبعتد الفايز عن السياسية التي اصبحت جزءاً من شخصيته منذ ان بدأها طالباً وحتى وصوله أعلى مناصب الدولة، فكانت هاجسة باستمرار، فترشح لمجلس النواب السادس عشر، فذاع صيته بأنه أقوى مرشح سيصل إلى قبة البرلمان دون عناء، كونه ينحدر من عشيرة (الصخور) من كبرى عشائر البادية الأردنية أولا، ولأنه يحظى بمحبة واحترام الجميع ثانياً، لدرجة ان عدداً كبيراً من مؤازريه وأصدقائه "باركوا" له في النيابة مسبقاً نظراً للتأييد الشعبي الكبير الذي ناله أثناء حملته الانتخابية، كما أن تواجد الآلاف في مقره الانتخابي بمنطقة "أم العمد" دليل على فوزه فكان له ما أراد وحقق نجاحاً كبيراً.
لم يقف طموحه عند هذا الحد بل تعداه ليعلن ترشحه لمجلس النواب، فوجد اصداءً طيبة وقبولاً حسناً عند السادة النواب، وقد تم ذلك منذ إعلان نتائج الانتخابات، حيث هنئهم جميعاً بالفوز سواء بالزيارة المنزلية أو عبر الهاتف ليطرح عليهم مشروعه الذي لا يحتمل المزاودة على الوطن.
برز الفايز كأول رئيس مجلس نواب في دورته الأولى يفوز "بالتزكية" لان منافسيه للترشح وهم من المخضرمين في مجلس النواب، عرفوا هذا الرجل وخبروا مدى اتساع قاعدته فآثروا الانسحاب أمامه، فكان ان اعتلى كرسي رئاسة المجلس التشريعي بجدارة.
أمام رئيس البرلمان السادس عشر مهمة صعبة وملفات شائكة، غير انه مصمم أن يقود المجلس بصورة تحقق طموحات الوطن والمواطن على أساس الفصل بين السلطات، فشخصية بحجم الفايز يدرك تماماً خيوط اللعبة البرلمانية منذ أن خطت قدماه بوابة مجلس النواب واعتلى كرسيه، وقد أحسن صنعاً حين امتنع عن التصويت لمرشحي النائب الأول والثاني، لأنه أكد وقوفه من جميع زملائه على مسافة واحدة.
وهكذا تنقل الرئيس البدوي بين كرسيي رئاسة، احدهما للوزراء والآخر للنواب، فيا له من شرف نبيل ناله هذا الرجل ليخدم وطنه ومليكه وأمته، فطوبى له من شرف!!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-12-2010 05:17 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |