28-01-2017 09:33 AM
بقلم : فراس الطلافحة
سعادة الدكتور : وصلت رسالتك وشكراً لك والشكر قليل بما تَفضلت به وأنصفتنا من خلالها ولقد قرأها غالبية الأردنيين وتداولها الكثيرعلى مواقع التواصل الإجتماعي ونحن في الأردن تعودنا وتربينا أن نَرُدَ السلام إلى من رد علينا السلام بِمثله أو بأحسن منه وأن ندين بالمعروف إلى أهله ونُثمنه وَنَدِخره في قًلوبنا كرصيد لمن بدأ به يُنفق منه كيف يشاء فلا ينفذ أبداً فخزائننا مملوءه بالحب والخير والعطاء وَحِفظ الجميل لجميع إخواننا على إمتداد وطننا العربي الحبيب من المحيط إلى الخليج .
سعادة الدكتور : في الأردن ماعليك فقط إلا أن تلقي بذور الخير في أي مكان في أرضه وحتى وإن نَسيتها ستتعهدها تلك الأيادي الخشنه كما وصفتها بالرعايه والإهتمام والإحتضان لِتَنبُتَ في طُهرِ ترابه بعد زمانٍ ورداً وحُباً وأملاً فالحب في بلادي لم يبدل للآن داره والعصافير لم تهجر بعد نوافذ منازله .
سعادة الدكتور : بلادي أرض حشد مقدسه بالصحابه الذين رُوٍيَت بدمائهم الزكيه فلا بد للداخل إليها أن يخلع نعليه على حدودها فلا تقبل نجساً ولا مثير فتنه وما أدل على ذلك باقة الورد الجميله ممن يعيشون على أرضها يتحدثون بلهجات مختلفه ولكن ما يجمعهم هو قلب واحد لا ينبض إلا إنتماءً بعد أن إحتوتهم بحضنها الآمن الدافئ .
سعادة الدكتور : نحن في الأردن رأس مالنا هو الإنسان والذي هو أغلى ما يملكه الوطن بعد أن حُرِم من الثروات الطبيعيه وأنه لم ولن يكون يوماً فقيراً بمبادئه ولا أخلاقه ولا إنتمائه لوطنه وأمته وقوميته وعروبته بل هو غني وحاضرُ بها ما أُستدعيَ إلى ذلك فجيشه الوحيد من كل الجيوش من يحمل إسم الجيش العربي والتي كانت عقيدته وما زالت أن جميع البلاد العربيه هي بلده وواجبه الدفاع عنها فلم يقدس يوماً خطوطاً وحدوداً وضعها المستعمر حوله وما هذا الفقر الذي يعيش به هذه الأيام إلا إستحقاق يدفعه كضريبه نتيجه عدم رضوخه للدخول بتحالفات من شأنها تقسيم الوطن العربي من جديد .
سعادة الدكتور : أنت قلت أنكم بحاجه في دول الخليج إلينا لما نتميز به من خبرات وصفات نفسيه تؤهلنا لأن ننهض بأي بلد وأننا العمق الإستراتيجي لكم والسد المنيع والحصن المدافع عن حدودكم والتي هي كذلك حدودنا فهل علمت ما نحتاجه نحن الأردنيين ...؟ نحن ياسيدي ما نحتاجه هو الوِحده وأن نكون قوه مُهابه ومؤثره في صنع القرار العالمي فَهناك الكثير مما يجمعنا من وحدة الدين واللغه والعادات والتقاليد والهدف والمصير المشترك فنحن والله متعبين بعروبتنا وبقوميتنا وآكثر ما نتأمله هو أن نكون أمه واحده مؤثره تساهم ببناء الحضاره الإنسانيه إن تكلمت صمت الجميع بحضرتها وإن هددت أرهبت أعدائها .
سعادة الدكتور : أثلجت صدورنا بكلماتك الجميله وصرخاتك التي في طياتها الكثير من الحب والوِد للأردن وأهله وكلمة حقٍ يجب أن تقال في إخواننا في الخليج العربي أنهم لم يتوانوا يوماً عن مساعدة الأردن والوقوف معه بأشد المحن وأبسطها فكانوا بمثابة السند وطوق النجاه ينتشلونه إذا ما أحاطت به الأخطار نتيجة مواقفه القوميه ويجب أن لا ننكر ذلك أبداً .
سعادة الدكتور : حَفِظكم الله وحفظ أمتنا من كل شر يحيط بها وما نمر به هذه الأيام في وطننا العربي ما هو إلا مخاض سيتولد عنه فجر وشروقٌ جديد إن شاء الله .
الإيميل : firas.talafha@yahoo.com