-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8593

رمال على الطريق

رمال على الطريق

رمال على الطريق

18-10-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 في ذات مساء حيث المكان فيه حافلة كبيره الُكل يتهرب من الركوب فيها , لما تحمُله من ثقل بالحموله وبطئ بالحركه وشبابيكها المغلقه ومكيفها الذي يقدم الهواء الساخن على إعتبار انُه بارد ...وهناك رجل يُدخن وآخر يُشخر وآخر يُقلب هاتفه الحديث , وآخر بين لحظه وإخرى ينوي السقوط من على مقعده المائل للأسفل ...وآخر يميلّ عليك لشدة نعاسه فتوقظه ثم يعاود الكره غير آبه بمن هو جالس بجانبه ... هناك قررت النزول من هذه الحافله وركوب تكسي رغم ارتفاع أجرتها ... مما يجعلني لا استطيع شراء مجلة العربي هذا الشهر او دورية مجلة أفكار التي تصدر عن رابطة الكتاب الأردنيين .....أو مجلة الصدى الأماراتيه بسرعه إمتلأت التكسي ومضينا الى حيث العقبه تكون ....سائقنا قد انهى خدمته العسكريه من مرتبات جهاز الامن العام برتبة ملازم (لكن ظروف الحياه وتكاليفها جعلته يقّدم على قيادة سيارة تكسي عمومي عّله يسد إحتياجات ومتطلبات الحياه بكل ما تحمله من معاني ومعاناه ) ... مضينا نجوب الطريق الممتد بلا حياه ... لا أشجار ولا ماء ولا متسع من روية شيء من معاني الحياه البسيطه على وجهه هذه الظهيره ..غير أصوات المّلاحات التي تشق الطريق كأنما تظن نفسّها تشق طريق الربه المعبد من على جانبيه بظلال شجر الصنوبر (السرو) ,صوتها يدوي بمسامعنا أن خلفنا ملاحه مسرعه بشكل جنوني , وفجأه يظهر أمامنا كومة رمال بسيطه , فقد أزاحت تلك السياره التي تُقلنا الى غير مسربها لكنُه عاد وسيطر على سيارته , ثم بعد قليل ما عُدنا نرى شيء ابداً (طوس ) شديد يلُم الشارع هواء سريع يلف المكان ... نحن اربعه وسائقنا الخامس .... فقال السائق يا خوان نحن في مشكله طوس قوي جداً جداً ... إذكروا الله كثيراً عسى الله ان ينجينا وان لا تلهمنا إحدى الملاحات فلن ترانا ابداً فالشارع ما عاد يُشاهد ... ومضى السائق بكل تلك المعنويات المعهوده برجال الامن العام يزرع بصيص الأمل بنا جميع ... فأولنا بداء يسرد احاديث , عن مثل هذه الأمور وكيف راح ضحية هذه الطقوس عوائل وكثير من السيارات , وثانينا اسمعُه يتمتم بحديث وتسبيح , وآخر يُطبق عليه الصمت وانا بجوار السائق ..... اقسم لا أرى غير التراب الذي يلطم الزجاج الأمامي ...ابطئ السائق سرعته فما عاد الطريق يُشاهد ... سألنا ماذا تشيرون ان نفعل ... نمضي بالمسير او نتوقف ... أشرنا اليه ان الوقوف بمثل هذه الأمور هو الأنتحار بعينه ....فقال لابد من الأتصال مع مديريه الأمن العام بالعقبه لمعرفه الى اين يمتد هذا الطوس... فقال لهم ان الأوضاع بغايه الخطوره ارجوا عدم السماح لأي سياره بالقدوم عن طريق هذه الطريق وتحويل مسار السيارات الى الطريق الصحراوي ..ونمضي كلاً منا يدلوا بقصه ومدى اختيار الصديق بالرحلات وحتى نبقى متواصلين مع بقايا النور لليوم الذي بدأ يوشك على الأنتهاء ليقول السائق من إننا لابد من اجتياز اكبر مرحله خطوره وتواجد للطوس فيها (سطح السعيديين) الذي لسوف يكون اشد الأماكن فيها طوس وبالفعل عند وصولنا اليه كانت الرمال كثيفه والرؤيا معّدمه نهائياً , لكننا إجتزناه ودخلنا الى سعة الأفق بعد معاناه لن تبرح ذاكرتي ابداً ..... (ايمن الشمايله ) الذي قدم صورة الوفاء لرجل الأمن قبل ان يكون سائق ... قدم صورة الأنتماء لكل جزء من هذا الوطن العزيز .... خرجنا من رحلة الطوس ....فدخلنا الى اجواء العقبه وقد توشحت رحلتنا بالخوف من مصير كان مجهول ...؟ رمال على الطريق دعوه ... لكل القائمين على وزارة الزراعه ما الضرر بطرح فكرة تشجير طريق يمتد لأكثر من 300 كيلوا متر .... مالضرر بطرح فكرة مسربين وإنارة جزء من الطريق , ما لضرر بزرع اكثر من موقع اغاثه ومالضرر بطرح فكره ايجاد حلول لمثل هذه الطرق النافذه لبوابة الأردن وبكل مُدنه نحو العقبه ... مالضرر .. من إعادة دراسة طريق بهذه الأهميه ...؟  

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 8593
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-10-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم