-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 8205

مؤشر برنت في الأردن

مؤشر برنت في الأردن

مؤشر برنت في الأردن

18-10-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 

 

 

المؤشر العظيم برنت ارتبط بواقع الأردن على مدار عام كامل وأصبح مثل مؤشر جهاز ضغط الدم الذي يعاني منه معظم المواطنين ، فقد عانت حكومة الذهبي أشد المعاناة من هذا المؤشر الذي يعد أهم مؤشر يحدد أسعار برميل النفط فكان عجز الموازنة أول التحديات مع مجلس النواب الجديد وكان أول تصريح لخلدون قطيشات وزير الطاقة والثروة المعدنية عن انبوبة الغاز وأول تصريح لعامر الحديدي وزير الصناعة والتجارة عن غلاء الاسعار وأول تصريح لباسم السالم وزير العمل عن الحد الأدنى للأجور وأول تصريح لصلاح الدين البشير وزير الخارجية بتحويل السفارات الى بعثات اقتصادية وانشغلت الحكومة على مدار سنة من عمرها في مواجهة تصاعد مؤشر برنت ، فما بين استحقاقات ارتفاع الاسعار العالمية واستحقاق المحافظة على مستوى عيش مقبول للمواطن في ظل شح مصادر الدخل الوطنية وجدت الحكومة نفسها في مواجهة غير تقليدية مع المؤشر فقامت بتعديل رواتب القطاع العام وربطت الرواتب بالتضخم اعتبارا من العام القادم وقامت بالشراء الآجل للسلع الاساسية وجمدت عدة مشاريع تنموية لتضخم النفقات الجارية. كما كان مؤشر برنت بالمرصاد لأعضاء مجلس النواب فور انتهائهم من الانتخابات النيابية فما بين هموم الناخبين وأهمية التعامل مع المنصب الجديد وجد النواب أن مؤشر برنت قد امتد لرواتبهم فكان لا بد من تعديل الرواتب ليتلائم مع أرقام المؤشر. ولم يسلم من هذا المؤشر أي مواطن أردني سواء كان بالغا أو حتى في بطن أمه فقد قام برنت وبجبروت يفوق الخيال برفع قيمة الماء الصالح والغير الصالح للشرب والكهرباء سواء بالنيون أو بالكشاف والنقل العام بالباص والتاكسي وحتى على القدمين والشحن برا وبحرا وجوا والدواء مهما كانت قوة شفائه من عدمها وأقساط المدارس مع باص او بدون باص ولم يسلم من برنت نوعا واحدا من الطعام او الشراب حتى القطايف والارجيلة رغما عن بيانات حماية المستهلك وارشادات نقابة تجار المواد الغذائية. لقد تغلغل هذا المؤشر خلال عام مضى في تنافسية الصناعة في وطنها وزاد من كلف الانتاج المرتفعة أصلا فأصبح سعر عبوة الحليب الاردني على سبيل المثال 140% من سعر العبوة الاوروبية والعربية المستوردة، وعادت السياحة العربية خلال الصيف الماضي الى ممارسة سياحة الترانزيت بالاردن هروبا من 100 دولار تملىء الثمانية سلندر الخليجية الى دول مجاورة أخف وطأة خاصة وأن معظم السياح الخليجيين الى الاردن عبر سنوات خلت هم من متوسطي الحال وليسو من الميسورين. ليس عيبا أن نحتفل فرحا بهبوط برنت الى هذا الحد ولو الى حين اجتماع منظمة الاوبك القادم فقد أرهقتنا المواجهة وجعل حياتنا ترتبط بالأرقام ووضع موازناتنا وحساباتنا في خبر كان.  

 








طباعة
  • المشاهدات: 8205
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-10-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم