09-12-2010 04:13 PM
الوزير هون !! .. الوزير هون !! جملة كفيلة بأن تجعل القشعريرة تنساب إلى جسد البعض بمجرد سماعها في مستشفى البشير الحكومي .. كلمة لها وقعها السحري، فبمجرد انطلاقها تبدأ خلية "النحل" بالعمل دون كللٍ أو ملل. أطباء يتواجدون حول غرف المرضى لأول مرة منذ الزيارة الاخيرة للوزير السابق، كادرُ تمريضيُ ينظف " الكاونتر " .. كل يبحث عن " باجته " التي تشكل مصدر تهديد في حال عدم ارتدائها أمام الوزير؛ فهي تشكل علامة على حسن الآداء و سير العمل!!، عمال يلمعون البلاط و يمسحون النوافذ و الأبواب للمرة العاشرة !! الكل في حالة من التوتر و القلق خوفاً من عقوبة محتملة في حال خروج الوزير من القسم بحالة لا تعكس المستوى المطلوب !! .. و في نهاية الجولة تبين أن هناك نقصاً حاداً في " الفاين " !!؟ و على الفور اتصل الوزير بمسؤول اللوازم بالوزارة لتغطية هذا النقص !! مع العلم أن كثيراً من أدوية العلاج الكيماوي لمرضى السرطان غير متوفرة !! و يعاني المرضى الأمريّن للحصول عليها و تأمينها .. و لكن " الفاين " يشكل ضرورة ملحة و أولوية كبيرة مقارنة بأدوية مرضى السرطان !! وقفت في وسط هذه الجموع أتفكر في مدى الحالة التي وصلنا إليها في هذه الأيام، و تخيلت لبرهة لو أن الموقف تبدل و صرخ أحدهم " ولا تشبيه " .. "الله هون " .. " الله موجود و مطلع على أعمالكم " !؟ ماذا ستكون الحالة ؟ أقول لكم: سيقال عنه مجنون و مصاب بانفصام بالأوعية الدموية و يحتاج إلى " ترانسفير " عاجل إلى مستشفى الأمراض العقلية !! و السؤال البديهي المطروح .. متى سنجعل من الرقابة الذاتية و استشعار المراقبة الإلاهية منهجاً نهتدي به !!؟ و متى سندرك و نطبق ماهية ما قاله الرسول (صلى الله عليه و سلم ): " كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته .. إلى آخر الحديث " !؟ و دمتم ..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
09-12-2010 04:13 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |