سرايا - سرايا- اختارت مجلة ناشيونال جيوغرافيك؛ أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراقية كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم للعام 2014، كما اختار وزراء السياحة العرب في ختام اجتماعات دورتهم الـ15 مدينة أربيل عاصمة للسياحة العربية للعام 2014.

وقلعة أربيل الواقعة في وسط المدينة بنيت في عهد الأشوريين الى نحو الألف الأول قبل الميلاد، على بقعة مساحتها 110 آلاف متر مربع وكان يسكنها ما يقارب 4000 نسمة.
والقلعة هي أعلى منطقة في المدينة ويبلغ ارتفاعها 414 مترا عن مستوى سطح البحر، و26 مترا عن سطح المدينة. وقعت محافظة أربيل عقدا مع منظمة اليونيسكو في العام 2013 بقيمة 13 مليون دولار لتنفيذ مشروع تطوير القلعة.

وتضاعف عدد الفنادق والمطاعم خلال السنوات الأخيرة نتيجة تقديم الإدارة المحلية لمحافظة اربيل تسهيلات كثيرة لأصحاب المشاريع الاستثمارية هناك بغرض إنشاء مرافق سياحية، وقد خصصت حكومة الإقليم ستة مليارات دولار لتطوير البنى التحتية السياحية.

وتنظم محافظة اربيل العديد من الأنشطة طوال العام للاحتفال بكونها عاصمة السياحة العربية لهذه السنة، وتقوم هيئة السياحة بالترويج لأهم المعالم في المدينة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من السياح.
وتربط 23 شركة طيران أربيل بـ15 بلدا منذ 2010. وتخطط شركات عالمية مثل ماريوت ويسترن وكمبنسكي وهلتون لفتح فنادق 5 نجوم في المحافظة ابتداء من العام المقبل، ليلحقوا بروتانا الإماراتية وديوان التركية.

وتتمتع محافظة أربيل في كردستان العراق بطقس متنوع؛ حيث تنخفض درجات الحرارة والرطوبة في فصل الشتاء بينما يكون الجو معتدلا في الصيف. وتعتبر المدينة واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، وبعد اختيارها عاصمة السياحة العربية للعام الحالي، تسعى حكومة الإقليم الى زيادة عدد السياح الى أربعة ملايين شخص العام 2015.

وتعد المنارة المظفرية التي أنشئت في زمن مظفر الدين كوكبري الذي حكم أربيل في عهد الاتابكة التوركمانية، من أهم معالم أربيل، ويبلغ ارتفاع المنارة حوالي 37 متراً.
وللمنارة بابان ويبلغ طول كل باب حوالي مترين ونصف المتر. ويؤدي كل باب إلى سلالم تؤدي إلى أعلى المنارة، ويبلغ عدد السلالم لكل باب تقريبا 110 سلالم لكل باب. تبعد هذه المنارة عن قلعة اربيل حوالي 500 متر تقريباً.

وتقع منارة (جولي) أي البرية، وتسمى بالمظفرية أيضا، غرب قلعة أربيل بمسافة 1000 متر تقريبا، ثاني أكبر معلم تاريخي بعد القلعة، وذاعت شهرتها لجمال منظرها وهندسة بنائها في إقليم كردستان والعراق والعالم، يعتقد أن هذه المنارة بنيت في عصر أتابكية أربيل والموصل في عصر السلطان مظفرالدين كوكبري اي (الملاك الأزرق) باللغة التركية، والسلطان صلاح الدين الأيوبي كان صهرا للكوكبري، ويعود ذلك الاعتقاد لعصر بنائها إلى عهد السلطان المذكور، لعدم وجود دليل كتابي على جدران المنارة لتاريخ بنائها ومهندسها.

وإلى جانب المعالم المهمة في المدينة هناك جامع جليل خليل الخياط وهو أحد أهم جوامع أربيل، من يقف أمامه، لا يدري أيذهل لكثرة قبابه ومناراته أم لجمال الفن والعمارة التي شهدها هذا الصرح العظيم.

جامع بني على الطراز العثماني التركي؛ حيث استغرق بناؤه تقريبا حوالي 10 سنوات، ومن يشاهد هذا الجامع وخاصة في المساء أو الليل فإنه يقف عند تحفة فنية وإسلامية وحضارية ومدنيّة تزين وتزدهي بها مدينة أربيل، فأنوار مناراتيه تجذب عين الزائر للمدينة قبل أي منظر آخر.

بني هذا المسجد على نفقة الحاج المرحوم جليل الخياط الخاصة والذي كان أحد أثرياء المدينة، إلا أن الأجل قد وافاه قبل فترة قصيرة من افتتاح الجامع.