07-02-2017 11:04 PM
سرايا - سرايا- أفهم أن يوجه الملك رسائله للداخل وللخارج من خلال جهات معينة، أو عبر وسائل إعلام مؤثرة، لكن ما عجزت وما عجز كثيرون غيري من أبناء مهنة الصحافة عن فهمه؛ هو كيفية اختيار الأشخاص الذين يفترض إيصال الرسائل عبرهم.
وبدت الأسماء التي قام إعلام الديوان الملكي باختيارها في لقاء الملك الأخير وكأنها جاءت كعينة عشوائية جرى تجميعها بمن حضر، واختارها شخص بناء على مزاجه الخاص فقط؛ دون سبب مفهوم.
ولا أعرف بالضبط كيف سيقوم بعض هؤلاء الزملاء الكتاب - الذين أحترمهم وأقرأ لبعضهم - بإيصال أية رسائل للمواطن الأردني، فبعضهم بالكاد نعرفه، وبعضهم لا يتجاوز عدد الذين يقرؤون له أصابع اليد الواحدة، وبعضهم لم يكتب في حياته مقالاً، وبعضهم يكتب في وسائل إعلام لا يتابعها سوى عدد قليل جدا من المواطنين.
الملك لا يحتاج إلى مثل هذه الترتيبات التي لا تقدم ولا تؤخر، فأي خبر يتعلق بالملك تنشره جميع وسائل الإعلام الأردنية وحتى العربية، ولا يحتاج سوى إلى بثه عبر وكالة الأنباء الرسمية (بترا) لتصل الرسالة تماما كما أرادها الملك.
ولو كان اللقاء مثلا مع رؤساء التحرير ومحرري الصحف؛ كنا سنفهم أنه دعوة لتوجيه دفة الإعلام إلى وجهة معينة، لكن حين يكون مع كتاب بعضهم لا يقرأ له سوى المدقق اللغوي ومسؤول صفحة المقالات، فلا نعرف بصدق كيف ستصل رسائل الملك لأصحابها، خصوصا وأن وسائل الإعلام التي شارك بعض ممثليها في لقاء الملك لم تكتب أي معلومات مختلفة عن خبر "بترا" وحتى الذين لم يحضروا كتبوا نفس الخبر، فهل الحاضر مثل الغائب في مثل هذه اللقاءات.
ألا يفترض مثلا أن تكون لهؤلاء الكتاب ولصحفهم وإذاعاتهم روايتهم الخاصة لما جرى في اللقاء، فبعض الكتاب لم يكن ما كتب في عامودهم اليومي سوى إعادة صياغة لما ورد في خبر "بترا"، وكان ما كتب أشبه بوصلة من التكرار الممل.
ثمة من يصر على التعاطي مع المواطن وكأنه ينام ويصحو على الصحف الرسمية وكتابها، أو كأنه ينتظر نشرة أخبار الساعة الثامنة حتى يعرف ماذا يجري في هذا العالم.
إن "تغريدة" واحدة مثلا أو "بوست" بسيط؛ قد يحظى بتأثير يفوق بكثير مئات المقالات الإنشائية، وقد يكون الخبر الرئيسي في جميع وسائل الإعلام.
أرجو أن لا يفهم أنني انتقص من قدر أي زميل، لكن طريقة تعاطي إعلام الديوان الملكي وباقي مؤسسات الدولة مع المواطن وكأنه رضيع يحبو أو قاصر لا يؤهله عقله الفتي إلى فهم ما يجري حوله، ويحتاج إلى شرح وتكرار.