08-02-2017 07:58 PM
بقلم : علاء الذيب
ذكريات تعود لي للوراء ، عندما كنت بالصف الثاني الاساسي ، كانت المدرسة على مرحلتين ، الصف الاول والثاني للذكور ، ومن الصف الثالث للصف السادس للاناث، كنت معروفاً على مستوى المدرسة كاملة ، كنت اكبرهم طولاً ، ولدي جثة تميزني عن الاخرين.
في الصف الثاني، اذكر ان مديرة المدرسة انذاك كانت صديقة والدتي حيث عملا مع بعضهم البعض ، وكانت تغض النظر عن اي تصرف افعله، احتراماً لوالدتي ، ومن حبها لي كوني مشاكس ، واشبه احد ابنائها وفق ما قالته.
كنت مشاكس لدرجة كبيرة لا توصف ، الا ان اغراني الشيطان بتشكيل عصابة مكونه من طلبة الصف الاول والثاني ، الا انني كنت اضع شرط لقبول اي فرد جديد بالعصابة ان يدفع عشرة قروش ، وهو ما تم بالفعل، حيث كانت عصابتي تقدر بـ 23 طالب ، اغلبيتهم دفعوا العشرة قروش ، وذلك لتأمين الحماية التامة لهم ، الا ان الكارثة لم تكن هنا.
جمعت حينها على ما اذكر 190 قرش بعد اعتذار البعض عن الدفع ، كنت اضع الاموال حينها امامي على المقعد ، وفي كل حصة اعيد حسابهم ، اتباهى بغرور امام الطلبة اني املك ذلك المبلغ ، وقبل دخول معلمة اللغة الانجليزية ، وضعتهم بجيب الجاكيت الذي كنت ارتديه حينها من شدة البرد، وبدأت بشرح درسها ، ولسوء الحظ كان مخصص للحديث عن الاجسام الضعيفة والكبيرة ، فوقع الاختيار علي كجثة كبيرة ، ان تشرح عن جثتي امام الطلبة، وكنت ارتدتي حينها جاكيت ، فطلبت مني ازالته ، ويا ليتني لم افعلها.
ما ان وضعت يدي لازالة الجاكيت، حتى سقطت الـ 190 قرش متناثرة على الارض ، وكانها تسال عن اصحابها، فسألتني المعلمه لمن هذه الاموال ، فاخبرتها انها لي ، واريد ان احضر بعض الاغراض لوالدتي ، الا ان احد الطلبة الذي كان قد طلب مني 10 قروش ورفضت اعطاءه اياها ، قال للمعلمة انني امارس اسلوب البلطجة على الطلبة ، وهذه الاموال نتيجة جمعي لها لاختيار الطلبة بعصابتي.
رمقتي المعلمة حينها بنظرات تمنيت اني لم اخذ قرشاً واحداً من اي طالب ، وطلبت المعلمة من احد الطلبة جمع المبلغ المتناثرة على الارض ، ومن ثم اخذت المبلغ ، وهي تصرخ وتدعي ان هذا حرام ، لا يجوز ، عيب يا علاء، انا اخذت المصاري وراح احكي للمديرة شو صار ، وراح اتصل باهلك واحكيلهم.
بقيت صامتاً دون اي حرف، سوى تهديداً وجهته للطالب الذي اخبر المعلمة بسر الاموال التي بحوزتي ، ومن ثم طرق الجرس ، وحملت كراستي ، وانتظرت الطالب لحين خروجه ، واوسعته ضرباً ، وانا خائف من ردة فعل المعلمة.
لا علينا ، ها انا كبرت وللان لا اعلم اين ذهبت المعلمة بالاموال التي اخذتها مني ، لا احزن بصدق الا عالخوفة الي اكلتها يومها.