11-12-2010 04:03 AM
لطالما تراكضنا متسابقين ,نلتف حولها ,تتشابك أيدينا ليأخذ كل واحد منا حصته التي أعدت له ,كنا نتأمل أناملها المجعدتين وقد رسم الدهر ألما" أحرّ من موقدة ذلك الفرن, تُخرج رغيف خبز تعبت في صنعه ,تضعه بين يديها الواهنتين وقد علقت به بعض الحجارة تأخذه ثم تبدأ بإزالتها لتعطي من جاء دوره ,نمسكه بين يدينا الصغيرتين نقلبه وقد لامستنا حرارته ولكن نأبى أن نتركه خوفا" من أن يأخذه أحدٌ منا، طال إنتظاره, ننظر الى جبينها وقد ترامت علية قطرات أعذب من قطر الندى إمتزجت بلهيب الفرن المشتعل جمراً. كانت تأخذنا بعيداً معها لأيامها الماضية تسرد لنا حكايات تدهشنا تفرحنا حيناً وتبكينا أحياناً أكثر ,كنا صغار لكننا أدركنا كم تعبت ,وتحملت من أجل أن تعطي .. تعلّم .. وتربّي من كان بالمهد صغيراً,تحملت ظلماً وألماً من أجل أن ترى العوض بوجه الكبير. كبرنا وكبرت دنيانا ، ومازال لهيب فرنها يلامس دفء قلوبنا ورائحة رغيف الخبز تعانق ذكرياتنا وطعمه مازال ماكثٌ تحت ألسنتنا. كبرنا وكبرت الدنيا معنا وتغيرت أحوالنا ،وبدلاً من رغيف جدتي الطيب جاء رغيف من الورق نأكله رغماً عنا ليس له رائحة أو حتى طعم ,فجدتي قد رحلت ورحل معها فرنها ورغيفها .........(رحمك الله ياجدتي) !!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-12-2010 04:03 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |