حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,25 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27380

القويسمة ! فهل نسيتم ستاد عمان ؟

القويسمة ! فهل نسيتم ستاد عمان ؟

القويسمة ! فهل نسيتم ستاد عمان ؟

11-12-2010 06:31 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 عشرات الآلاف من الاجساد ، بعرقها وأنفاسها وأصواتها وعقولها وضمائرها ودينها وثوابتها ! وشرايين الدم المتصلبة ، والعروق المنتفخة والعيون المأسورة والاذان الصاغية ، الصدور الملتفحة بشمس الانتظار !! والاشواق الممزوجة بالحقد ، والغل وخيال الثأر ، تجتمع وتنتظر لحظة النشوة ! لتحترق معها أجمل معاني ( العِشرَة ) والاخوة والجيرة والتراحم والمرحمة ! وتعلو السماء غيوم متلبدة ، من دخان وآهاتٍ كاذبة ! وصيحات الخزي والعار ! وليرتفع فوقها عرش الشيطان ! يعلو ويعلو ويعلو ! وتبدأ المحرقة ! وسحب الغثيان الفكري والاخلاقي ، تنكس فيها كل الرايات ! وتكسر كل الاعلام ، لتقذف في وسط النيران ! لتعلوفوق الجميع راية واحدة فقط ، راية الشيطان !

الكثير منهم يصرخ ، يعربد و يشتم ، يتلفظ الالفاظ النابية ، يستجمع ذاكرته من الشوارع ومن بين الازقه ! من احاديث المجون والسهرات ، يفرغ سمومه كما الافعى ، و يتطاول على الرحمن ! فما عاد بعد مجونه وترنح جسده ، يعرف لغةً سوى الولاء والطاعة للشيطان ، يؤمَر فيطيع ، يسمع فيردد ، إمعةً المشاعر والاحاسيس !

وتتآلف الصيحات ، وكلا الطرفين ، يسرع فيهرول ، ويتسابق في ارضاء الشيطان ، هل رضيت ؟ فيزيد ويزيد ويزيد ! وتنصهر عقول المشجعين من كلا الطرفين ، لتطوف حول الملعب ، ينتفضون ، تتعرى صدورهم ، يلبون طقوس الخنوع والهوى وتحقيق رغبات الشيطان ، تقدم القربان تلو القربان ! لتنتهي المباراة ، وليبدأ معها انتشار الاجساد الهالكة المتهالكة ، كما النمل المفزوع ، الهارب من جحره ومخبأه ! وتبرد الاجساد المحترقة ، وتهدأ العقول الخبيثة ! وتذبل معها العيون المنتفخة ، تلتصق بأرض الخزي والانكسار !! تسابق قدمية في الهروب من ارض الهزيمة وارض الهزيمة ! تبتعد ، تود لو انها تختفي ، تود لو انها لم تكن هنا ، كمن يصحو بعد غفوة المعصية !

على ماذا اجتمعت هذه الالاف ، وعلى ماذا افترقت ؟ واي انجاز حققت ؟ وكم من حرمات قد انتُهِكَت ؟ ومعاني مرغت ؟ بماذا ؟ وعلى ماذا ؟ ولماذا ؟ ينتهي موسم الفجور ! ، فيعود الجار لتحية الجار ! ، بعد ان جار !!! وتقترب القلوب للتتصافى ، تجتمع سويةً في صلاة العيد ! آمنة مطمئنة ، متحابة نقية ، والايدي تتصافح من جديد ! ومع اول عيد ، عيد سعيد ، كل عام وانتم بخير ، تقبل الله طاعتكم !!! يدخل الجيران بيوت الجيران ، تُشرب قهوة الامهات التي سُبَت في ستاد عمان ! تغض العيون ابصارها عن محارم اهل الدار خجولة ً، ويُقرأ على اهل الدار السلام ! وأوقر عبارات المعايدة ! تقدم حلوى العيد ، والاصرار على التكرار ! من اهل الدار لضيف الدار !

أفلآ يخجل البعض ساعتها من انفسهم ؟ على ما تلفظت به السنتهم قبل ايام ، في لحظة انحناء الكريم والكرام في تقدير ضيفهم ؟ تنتهي المعايدة بعجالة ، ليتمكن الجميع من مصافحة الجميع !. اما انت ، يا ستاد عمان ! فأنت عيبنا وخجلنا ، كاشف سوءتنا ! وأنت محرقتنا ،

أحمد الزيودي








طباعة
  • المشاهدات: 27380
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-12-2010 06:31 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم