11-02-2017 10:42 PM
بقلم : علاء الذيب
جميل ان يعترف الجميع باخطائه ، لكن الاقبح من ذلك ان يلجأ البعض الى تبرير اخطائه او يطالب بشيء من الاخرين وهو صاحب الولاية عليه.
تعود بي الذكريات عندما كنت على مشارف الانتهاء من الصف الثامن "ب"، وما زلت متمسك بالمشاكسة التي كانت تميزني عن غيري.
لا انكر حينها كنت افتعل بعض السلبيات لمحاولة الخروج منها، اذكر ذات يوم قمت بكسر"نيون" موجود في الصف ، وذلك انتقاماً من مدير المدرسة الذي كان يحرمنا من الفرصه، ليثبت قدرته على ضبط الامور.
ما ان دخل مربي الصف، وشاهد اثار النيون المكسور على الارض ، وسأل الطلبة من الذي اقدم على كسره، ولم يفصح احداً عن المتسبب بكسر "النيون"، كوني اقسمت يميناً ان من يبلغ عني ساقوم بضربه.
بالفعل ، لم يستجب احد لاغراءات المعلم، الذي وعد الطلبة بزيادتهم خمس علامات لمن يدلي باي معلومات عن الذي اقدم على كسر النيون، ما دفعه الى ارسال احد الطلبة ، لاحضار المدير.
دخل المدير انذاك ، والعصا تلوح بيده ، سال بنبرة شديدة من كسر النيون، لم يجبه احد، سال مره اخرى وهو يهدد بضرب الصف كاملاً ولم يجب احد، ودخل مباشرة معلم المقصف، لتوزيع الارباح السنوية ، وبنظرة استغلالية قال مدير المدرسة ، ساخصم من كل طالب 25 قرش ، بحال لم يتكلم احد ويفصح عن الطالب الذي كسر النيون.
وانا في المقعد الخلفي ، انظر للطلبة ، وعلامات الشر تتطاير من عيوني، بحال افصح احداً عني سأنفذ قسمي واضربه.
نجحت حملة التهديد ، ولم يفصح احد عني، ما دفع مدير المدرسة خصم 25 قرش من طلبة الصف، هنا شعرت انا الصف كاملاً تعرض للظلم ، وكوني مشاكساً بذلك الوقت، اتيت مبكراً الى الصف باليوم التالي برفقة اثنين اخرين ، واقدمت على كسر جميع النيونات التي بالصف، وذلك لتكون المعادلة صحيحة، ويتمكن المدير شراء النيونات من حساب الطلبة.
حينها اجتمع المدير مع خمسة اساتذة، وطلب من الطلبة الخروج من الصف، استعدادً للعقاب الجماعي، ووقفت حينها بكل قوة ، واخبرته انه لن يضرب اي طالب، ولا علاقة لنا بمن كسر النيونات، ما دفع الطلبة بصوت واحد "ما دخلنا احنا".
بعد اسبوع ، وقبل انتهاء الفصل الدراسي بيوم واحد، شاهدني المدير على باب المدرسة ، اقترب مني، وهمس في اذني ، اخبرني العريف السري انك السبب وانك انت من كسرت النيونات لكن الفصل انتهى ولن اتمكن من فعل شيء لك.
هذا تماماً ما حدث مع رئيس وزرائنا هاني الملقي، الذي دعى المواطنين للتبليغ عن اي حالة فساد، متوعداً بنشر صورهم بعد محاكمتهم.
لكن باعتقادي انه وبعد جمعه لملفات الفساد، سيكون الفصل قارب على الانتهاء ولن يتمكن من محاسبتهم...