05-02-2008 04:00 PM
في هذا الصباح لم تخرج الاغنام الى المرعى ارتفعت الشمس في السماء وما زالت في حظيرتها فاطلقت ثغاءها بعشوائية تعبر عن غضبها لهذا الحرمان من المرعى الذي اعتادت عليه سابقا..««
في هذا الصباح ايضا اوقظت الطيور مبكرا فانطلقت تمارس عادتها في السقسقة وتطلق الاغاريد على اشجارها وحتى الديك اوقظ مبكرا من دون ان يدري لكنه لم يرفع عقيرته بالصياح...!!
وفي هذا الصباح الكلاب التي اعتادت النباح بمناسبة ومن دون مناسبة خرست والتزمت الصمت...!!
ما جعل الاغنام تتأخر في انطلاقتها المعتادة نحو المرعى وابكرت في صحوتها الطيور من سباتها... هو الغزو المدرع للقرية.. فمنذ قبل منتصف الليل احس بان الدور جاء لقريته وان الاحتلال وجيوشهم يستعدون لهذا الغزو وكان يمارس تأملاته المعتادة في التنصت على تنهدات الطبيعة الجبلية عبر نافذته المطلة على واد سحيق, عندما عبرت مروحية فوق قريته ظنها متجهة شمالا حيث تدور معركة البلدة القديمة الصابرة... ولكنها اندفعت وهي مطفأة الاضواء نحو الوادي ومن خلال مستوى ضجيجها ادرك انها حطت في حقل على حافة الوادي لانزال الجنود وحلقت من جديد... وكررت ذلك عدة مرات بين ساعة واخرى.
فانطلقت تحذيرات الى احد جيرانه الذي ابلغه ان هناك حشودا مجنزرة من الغرب والجنوب ايضا... نام ساعة او يكاد حتى استيقظ على صوت ضجيج فوضوي لربما اعتاد على سماعه سابقا ولكنه في هذه المرة بصورة وطريقة مختلفة عن سابقاتها صرير جنازير تتسلق الطريق الجبلية غير المسفلتة نحو منزله القابع على الطريق في غرب القرية ادرك انه صباح غير عادي كان قد افلت من حصار سابق لوجوده في قرية اخرى والان جاءه الحصار ومنع التجول ولعتبة منزله على جنازير اربعين دبابة ومجنزرة وجرافة هي الاخرى زحفت صوب منزله ومئات المظليين تم انزالهم لاجتياح القرية باكملها.
في هذا الصباح كانت الشمس قد ارتفعت في السماء واذا بقطيع الاغنام الذي مل الحصار يندفع من حظيرته نحو المرعى وخلفه الراعي ... شعر حينها وكأنه هو والاغنام في حالة هستيريا رغم منع التجول في القرية... مر الراعي بقربه ضاحكا وهو يقول: من يراني خارجا تحت منع التجول يظنني مجنونا فرد عليه... لا انت واغنامك العقلاء فقط وراح يردد يا رب يصحو العرب وانت صاحي وان كان ما فيهم امل يا الهي تجعل بني »هوذا« مثلنا يناموا!!
وعندي صورة اكبر شوية ومجهزة للنشر لولا خوفي من.....!!!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
05-02-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |