بقلم :

والدي...صديقي....طبيبي....ابا ثائر مرت ثمان سنوات عجاف على فراقك يا والدي جفت فيها القلوب فما من غيث روى قلبي ولا من شمس انبتت ربيع في صدري... اشتقت الى جلستك.... نظرتك....سجائرك ...قهوتك....احاديثك عن الرجال الرجال عن ايام الخير اشتقت لاحاديثك عن حوشا عن الرمثا عن اربد والزرقاءعن الكرك ونابلس ,عن ابي ذر وستالين . والان علمت لما رق الدمع من عينيك وانت تحدثني عن عملية السلام.....

اما اليوم فاسمح لي ان احدثك ولكن عن ماذا؟؟؟ عن ماذا احدثك يا ابتي؟....عن دموع رجال لم تجف عن هم ملأ الصدور عن حناجر غصت باسمك وذكراك.... عن ماذا احدثك ياابتي ااحدثك عن الدلة والفنجان ...تأبى حبات بنها وبهارها ان تخرج عطرها فهي حزينة على فراقك وفنجالها تكسر شوقا ليداك...

ابا ثائر.......لم يعد هناك ثوار بعدك فنحن في الايام التي حذرتنا منها ايام الارض الشمسيه والرجال المنسيه...

ابا ناصر......لم يعد للمظلوم من ناصر بعدك الا الله عز وجل ابا حاتم......الكرم والطيب ترجل بعدك....

ابا يزن......شياطين الفساد طغوا في البلاد فما من رماح يزنيه تحاربهم ابا سعود......وكيف سيأتي السعد بعد فراقك.....

ابا ثائر....نم قرير العين واهنئ اعرفك جيدا لا تستطيع ان تتعايش مع هذا الزمن فأنت تجيد استخدام السيف والقلم ولا تجيد استخدام البلاك بيري .....

تجيد الدخول الى قلوب الناس حولك ولكن لا تجيد الدخول الى التويتر... والدي.... عجز قلمي ان يبوح بما في صدري من شوق اليك ودموعي فاضت حتى نافست شتاء كانون....

رحمك الله يا والدي وجعل مثواك مع الصديقين والشهداء يا ارحم الرحمين 

* الكاتب: سعود طراد القاضي بني خالد

*الصورة للمرحوم الدكتور طراد القاضي - نائب ووزير سابق.