14-02-2017 03:23 PM
بقلم : المحامي معتصم احمد بن طريف
بينما الحكومة وفريقها الاقتصادي منشغلة بالتفكير بزيادة الاسعار على علبة السردين وجبنة المثلثات ، والتفنن في البحث عن اي وسيلة في رفع الاسعار حتى لو وصلت الامور الى رفع سعر باكيت شبس في يد طفل صغير وغيرها من الافكار الابداعية للفريق الاقتصادي للحكومة ، وفي نفس الوقت انشغال بعض اعضاء مجلس نوابنا بالدفاع عن - رئيس الجمهورية المصرية السابق - مرسي و تشكيك البعض الاخر بان جيشنا الباسل يحمي حدودنا ام حدود الدول المجاورة والمطالبة بثمن هذا الحماية ، نجد الطرف الثالث من الاعضاء يقف موقفه المبدع فيه وهو تشكيل وفود من الجاهات والعطوات للإصلاح بين الطرفين الاخرين ، وأمام هذا الواقع من انشغال مجلس نوابنا وحكومتنا فيما اسلفنا من قضايا . فأننا نجد جلالة الملك - اطال الله عمره - وكما عرفنه بما يمتلكه من بعد نظر في استباق الامور وفهم عميق للاستراتيجيات الدولية نراه هو من يتصدى للملفات الخارجية الخطيرة التي لها ابعاد امنية وسياسية على المملكة .
فها هي الاجتماعات الدولية التي تعقد في مواقع مختلفة من العالم منها المعلنة والغير معلنة في سبيل وضع حد للقضية السورية مثل مؤتمر( الاستانة وجنيف ). فكان لابد من تحركات سياسية للمملكة لتوضيح وجهة النظر الاردنية في هذه المؤتمرات فاهو جلالة الملك وفريقه الامني يقومون بهذا التحرك الى كلاً من روسيا والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وذلك لتوضيح الدور المحوري للمملكة في الملف السوري ، وتبيان ما تمتلكه المملكة من القدرات السياسية والعسكرية والأمنية التي لا يمكن انكارها في هذا الملف ، ولتأكيد على عدة نقاط هامة منها :
1.ان المملكة تحتضن ما يقارب من المليون لاجئ سوري سواء في مخيمات اللجوء بالقرب من الحدود السورية او في الداخل الاردني ، وما يشكله هذا اللجوء من اعباء مختلفة على المملكة ومنها الاقتصادي والاجتماعي والصحي وغيرها من الاعباء الاخرى .
2. الملف الامني لا يقل اهمية عن الملف السياسي فها هو تنظيم جيش خالد بن الوليد المبايع - لداعش - يتواجد بالقرب من الحدود الاردنية الشمالية وبعض قواته لا تبعد عن كيلو متر واحد من الحدود - حسب ما ذكر رئيس هيئة الاركان الاردنية - اما تنظيم الدولة ( داعش ) فهو يتواجد بالقرب من الحدود الشمالية الشرقية ،والكل يعلم ان هذه الفصائل حاولت عابثة ان تهدد الامن الاردني بعمليات مختلفة خلال العام الفائت مثل (عملية الركبان / وخلية اربد / ومخابرات البقعة / وعملية الكرك الاخيرة ) .
3.وبما ان من ضمن التفاهمات الدولية لحل المشكلة السورية هو ايجاد مناطق امنة للاجئين والنازحين فانه كان لابد من تحديد مواقع هذه المناطق بالنسبة للحدود الاردنية ، ومعرفة مواقع تواجد الفصائل الارهابية بالنسبة للحدود الامنة للمملكة .
4. ان سياسية المملكة الاردنية الهاشمية منذ بداء الازمة السورية واضحة امام العالم اجمع وقد عبر عنها جلالة الملك بقوله ان حل القضية السورية يكمن في الحل السياسي لا بالحل العسكري ، وسياسية الحكومة الاردنية كانت على تواصل مع الحكومة السورية في كثير من المسائل وتنسق ايضا مع فصائل المعارضة السورية المعتدلة بما يخص مكافحة الارهاب ومحاربة داعش وتوابعها .
ومن هنا نرى مدى اهمية هذه الملفات سالفة الذكر التي حملها جلالته وفريقه الامني للعالم والتي كنا نتمنى على مجلس نوابنا وحكومتنا ان تولي هذه الملفات جزءا من جهدها ، فلم ارى نائب قد تطرق الى هذه الملفات في اي خطاب له او نسمع تصريح لوزير من الحكومة لتوضيح وجهة النظر الحكومية ، ولم نقرأ للأسف موقفا لأحزابنا الاردنية التي تعتبر نفسها مثقفة سياسيا ، وعليه فان هذا الضعف في الوعي السياسي عند بعض الوزراء او النواب وأيضا في الاحزاب ليس موضع الحديث عنه في هذا المقال ، وحتى نكون منصفين مع الجميع ، فانا من المتابعين لما يكتب في السياسية الاردنية وخاصة في الملف السوري وتداعيات الاجتماعات الدولية وأثرها على المملكة ، وللأمانة كانت هناك بعض الاجتهادات من بعض كتاب الصحف اليومية والالكترونية وبعض رجال الوطن الذين اشاروا الى هذه الملفات والى جهود جلالة الملك في هذه المجال ، ولكن كما يعرف الجميع ان بعض من هم في مواقع المسؤولية في وطننا الغالي لا يسمعون ألا انفسهم ولمن هم محسوبين عليهم ، فأنهم لم يقرئون ما كنب هؤلاء الكتاب الذين لا يرجون في ذلك ألا رضى الله وتقديم المصلحة الوطنية على كل المصالح الاخرى في هذا المجال ، وعليه اقول لمن يعتب على بعض النواب او الوزراء او الاحزاب لعدم دعمهم لتحركات جلالة الملك في الملفات التي تهم الوطن وآمنه فأنني اقولهم لهم ان ضعف وعيهم السياسي والأمني للأخطار المحدقة تجعلنا لسنا بحاجة لهم ولي ارائهم للأسباب التالية :
1. اننا والحمد لله الذي وهبنا ملك يمتلك من الوعي والفكر السياسي القادر على التصدي لجميع الملفات الدولية والإقليمية والوطنية ولديه من القدرة والكفاءة على معرفة الكيفية لمخاطبة العالم وقادته وشرح وجهة النظر الاسلامية والعربية والوطنية حتى استطاع ان يكسب ثقة العالم في كل مكونته ، فاهو جلالة الملك استطاع كأول زعيم عربي ان يلتقي اركان الادارة الاميركية الجديدة ، من إحداث تغيير في طريقة تعامل هذه الادارة مع بعض الملفات السياسية في المنطقة .
2. ان الموضوع عندما يتعلق بالوطن وآمنه فان من يتصدى للملفات الخطيرة مع جلالة الملك ويدعمه في تحركاته هم رجال وطن قادرين على وضع استراتجيات وسياسيات للمملكة تبقيها واحة من الامن والأمان ومرجعا دوليا بالحنكة السياسية لعالم اجمع ، انهم رجال لا تلهيهم تجارة ولا وزارة ولا نيابة ولا بهرجة اعلامية عن مصلحة الوطن ، رجال يقدمون النصيحة الصادقة لقائد الوطن ، رجال يستمدون قوتهم من ايمانهم بالله ويدعم قائد الوطن لهم ، رجال ايمانهم راسخ بان الوطن وحدة واحدة ، هم الدرع الواقي للوطن اصحاب القلوب الصافية والعقول النيرة والأيدي النظيفة ( انهم رجال القوات المسلحة والأجهزة الامنية )، هم من يقدرون المواقف ،وهم الذين يتكلمون عندما يكون للكلام معنى ، فما داموا هؤلاء الرجال حول ابو الحسين فأننا والحمد لله بألف خير . حمى الله الاردن وطننا وشعبا وقيادةً هاشميةً امين يا رب العالمين