11-12-2010 02:59 PM
يدعي الكثيرين بان في الشعر العربي القديم غموضا وتصنعا وتكلفا لا بطاق ..غير شعر اليوم الذي يمتاز بالبساطة في اللفظ والوضوح في المعنى .
ترى هل صحيح ما يدعون ؟ واذا كان كذلك فكيف استطاع هذا الشعر الثقيل على الاذن ؟ وبكل ما فيه من غموض وتصنع وتكلف المحافظة على نفسه طوال تلك القرون والانتقال من جيل الى جيل ؟..وكيف استطاع ان يجمع له هذا العدد الهائل وعلى مدار تلك الفرون من قراء وحافطين ودارسين وشارحين ؟
لنبدا من اول السطر ...اذا اردنا ان نفهم الشعر العربي القديم فهما صحيحا وان ندرك معانيه ونفهم مغازيه ونصل مقاصده وننال مداركه ..فيجب علينا الصعود اليه ...اما ان نظل في اسفل الوادي ننوح ونذم ...نبكي ونسب ..وننمي النفس ان ينزل الينا فهذا الغباء بذاته والجهل بعينه.. انك اذا قرات الشعر العربي القديم قراءة العاشق المحب لا قراءة الحاقد الغاضب قراءة المطمئن قلبه لا فراءة المضطرب المرتعش فانك سوف تجده شعرا نابضا بالحياة ... متجدد لا متحجر متقدم لا متاخر ..يصل امسه بيومه بغده .. صادق في معانيه لا لبس في مغازيه وهو فوق ذلك مراة صادقة للمجتمع الذي عاش فيه وهو ايضا فيه من العثرات والسقطات ..ولكنها مع ما نسمعه هذه الايام فانها تفوقها جودة ومتانة وصلابة.. ولا ننكر لشعراء اليوم شاعريتهم ..ولكن هل في شعر اليوم ما يعبر عن هموم الشارع العربي وشجونه ..متطلباته وحاجاته ..هل استطاع ان ينقل الصورة الحقيقة وان يكون انعكاسا صريحا للواقع الذي نعيشه ...فكثيرا من قصائد الشعر التي نقراءها هذه الايام لا نشعر حيالها سوى شعور الكابة والاحباط ..فاذا ما سنحت لنا فرصة الاستماع اليها من شاعرها في ندوة ..انتشينا لهاطربا ووجدنا فبها عذوبة وسحرا ..فهل ذلك عائد الى اننا جيل لا يحسن القراءة ..ام هي العاطفة التي تتحرك فينا فنصفق للشاعر طربا وما نحن بمتذوقين ما بقراء ولكنها باختصار شديد (الشفقة على حالته )..
وهنا يطرح السوال الاهم ..هل تموت القصيدة بموت صاحبها ..ان هذا التساؤل قد ينطبق اكثر ما ينطبق على شعراء هذا العصر دون غيره لقد ان الاوان ان نكف عن جلد ماضينا الشعري فا للشعر وشعراءه الحق في رقابنا ان نحافظ عليه ونصونه ونحميه من بعض الدمى الذين بحاولون الاساءة اليه ..ففيه فقط نجد ضالتنا وانعكاس حالنا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-12-2010 02:59 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |