بقلم : هاشم الخالدي

استذكر هنا قبل ان ابدء حديثي بمقوله شعبية للشيخ المرحوم حسن الطوره والد الزميلين العزيزين نايف الطوره ويوسف الطوره يقول فيها "اذا ما شفتني راحت عليك واذا شفتني تراني بمزح معاك ".

هذه المقوله الشعبيه التي اطلقها الشيخ الطوره تصلح تماماً لواقعتين يعتقد ان فيهما شبهات فساد وقعتا الاسبوع الماضي في الاردن ، الاولى حين قامت الوزيره السابقه سهير العلي التي تتولى الان منصب رئيس صندوق استثمار اموال الضمان الاجتماعي بتعيين زوجها حسين الدباس مديراً عاماً للملكية الاردنية بحكم ان الضمان الاجتماعي وصندوق استثماره، هو من يملك حق تعيين اعضاء مجلس الاداره.

اقول ... كان يمكن لهذا القرار ان يمر مرور الكرام ولكن الهبة الشعبية عبر وسائل التواصل الاجتماعيه والمواقع الالكترونيه على مدار اسبوع كامل ، اجبرت رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي على الغاء القرار وهو تصرف محمود ولكنه ناقص ... ، اذ كان على رئيس الوزراء اتخاذ قرار  على الاقل باقالتها من منصبها لكن هذا لم يحدث ؟؟.


الامر الثاني الذي اثارته وتبنته سرايا تحديداً بفضح وثيقة صادره بتاريخ 14/2/2017 ، تؤكد بأن رئيس مجلس مفوضيه العقبه ناصر الشريده ، وافق على صرف بمبلغ 100 الف دينار اردني او نصف المبلغ لصالح شركه تطوير العقبه التابعة له من اجل دعم حفل الفنان (ياني ) .

بعد اثاره سرايا وفضحها للوثيقه المشار اليها وتبنيها من قبل نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي ، اكتفى الشريده بإيقاف الدعم وايقاف صرف المبلغ ؟؟
واقول هنا ؟؟
كم من مئات الالاف تم صرفها من سلطه منطقه العقبه الاقتصاديه لصالح دعم الفنان الفلاني والحفل العلاني دون ان تكشف عنه الصحافه ؟؟ .

هل تم ايقاف هذا الدعم فقط تخوفاً من ردات الفعل الشعبيه ، ام لأن الشريده مقتنع بأن ما حدث هدر للمال العام ؟؟ .. وكيف يقوم شرحبيل ماضي مسؤول الاستثمار في السلطه بتوقيع هذه الوثيقة وارسالها لشركة تطوير العقبه الذراع المالي للسلطه دون ان تكون قد حازت على رضى الشريده ومجلس المفوضين ، الذين اتخذوا قرار الدفع رقم (153) بمعنى ان الوثيقه لو لم يتم نشرها على سرايا ومواقع التواصل الاجتماعي لكنا الان نرقب احتفال الاخ ( ياني) ، دون ان نعلم ان عطوفه (ياني باشا ) انه قد استحوذ هو والشركه المنظمة للحفل على دعم بمئات الالاف من شركه تطوير العقبه وسلطه منطقه العقبه الاقتصاديه الخاصه، وهو تطبيق فعلي لما قاله الشيخ الطوره .. اذا ما شفتني راحت عليك.. واذا شفتني تراني بمزح معك ".


كان من المفترض ان يكون للملقي هنا تصرف قوي بإقاله كل من ناصر الشريده رئيس السلطة واقالة غسان غانم رئيس شركه تطوير العقبة واقالة شرحبيل ماضي و حل مجلس المفوضين او احالته الى هيئه النزاهه ومكافحه الفساد ، وعندها سيحسب كبار موظفي الدوله ألف حساب قبل يتخذوا قراراً بهدر (100) الف دينار تستطيع اعالة 250 الف عائله اردنيه لشهر كامل.

اقول .... اتقوا الله في الوطن... اتقوا الله في الشعب الصابر..... فالأردنيون صابرون جداً فلا تختبروا صبرهم وللحديث بقية.

الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com