12-12-2010 10:03 AM
هكذا وضعتنا الدنيا في قرى مُتباعدة مُرتفعة بعض الشيء في أقصى جنوب الكرك تلك القرى الوادعة الواقعة على الطرف الجنوبي من هذه المحافظة الأبيّة، منها ترى جبالَ الطفيلة الهاشمية، سُكانها أُناس بُسطاء، ما اشتكوا يوما ولم يكونوا عبئاً على كاهلِ الوطن، راضون بقسمة الخالق لهم، تجمعهم القيمُ والعاداتُ والمحبةُ والأخوةُ والأفراحُ والأتراحُ والانتماءُ إلى تراب هذا الوطن العزيز صغاراً وكباراً، وأنت فيها تشتمُ رائحة وعبقَ الخليلِ و يخالط ذلك العبق نتن وقرف (ديمونا) اللعين، إنّها تجمعُ ما يسمّى بقرى الخرشة:(أمُّ الغزلان ومجرا وجحرا والمجيدل والطالبية والظاهرية والدّبة).
كنّا لا نشعر بالموت لأنّه يأتي على فترات متباعدة إلاّ أنّه أصبح في وقتنا الحاضر مرعبٌ يقلقُ الصغيرَ قبل الكبير بصورة تكاد متكررة في أغلب أوقاته ألا وهو ( السرطان cancer) هذا الداء الذي أصبح ينشبُ أظفارَه في كلِّ مكان، أمات من الشباب، ويتّم من الأطفال، ترك عائلات بلا معيل، عصف بفلذَات الأكباد، فرّق الأحبة والجماعات، يأتي بصمتٍ ولا يغادر إلاّ مجلجلاٌ، أوقع الحزنَ في القلوب..
نُفاجئ بأنّ فلانَ بن فلان أُصيب بهذا المرض، بعد ذلك تُوفّيَّ فلان وهكذا وهكذا، بالتأكيد لا نستطيع تحمّل هذه المتاعب والعثرات لاسيّما ونحن في أردن الصون والعزة والكرامة والرعاية والحفظ محتمين بقائد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
ففي عامي 2009/2010م، كانت حصيلةُ الوفيات بهذا المرض ستة من الشبّان و امرأتين وعدد الإصابات المكتشفَة والمشخّصة حتى اليوم أكثر من عشرة حالات لقرى لا يتجاوز تعدادها السكاني عن خمسة آلاف نسمة، عندما تزورهم تسمع قصصاً كثيرةً من المعاناة مع هذا المرض، وقصور المشافي عن استقبال حالاتهم، وزيادة على ذلك أنّ بعضَهم يرى أن يتكيّف مع المرض أفضل مئة مرة من إجراء العلاج، وتسمع قصصاً أخرى عن عدم استقبال المشافي لهم بسبب عدم الاختصاص، أمّا الوصول إلى مستشفى الأمل فهو بالغ الصعوبة ويكاد أن يكونَ مستحيلا بحق معظمهم .
فلذلك وددتُ في هذا المقال أن ألفت انتباه الإخوة المسئولين في وزارة الصحة والمنظّمات ذات الاختصاص، واستنهض الهمم لدراسة هذه الحالات للوقوف على الأسباب الكامنة وراء انتشار هذا اللعين في هذه البقعة من الوطن، آملاً أن تلاقي صرختي وآهات المصابين الاستجابة والرد المأمولين من صنّاعِ القرار في عاصمتنا الحبيبة .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-12-2010 10:03 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |