26-02-2017 08:46 AM
بقلم : فراس الطلافحة
في برنامج للزميل والصديق الدكتور خالد البزايعة وكان يعالج موضوع الإنتحار تألمت كثيراً لإتصال قامت به إحداهن وكانت تبكي بحرقة وتشكو والدها الذي لا يهتم بها ويقوم بمعاملتها بقسوة وجفوة ولم يصدف أن قام بإحتضانها يوماً وألمحت أنها تعاني من مرض معين وأنها بسبب ذلك فكرت بالإنتحار أكثر من مرة ولم يمنعها من ذلك إلا الإيمان بالله سبحانه وتعالى .
ضاق صدري والله بمكالمتها وشعرت بوجعها وغربتها عن أهلها فما أصعب أن تعيش بأسرة بخيلة بالعواطف والمشاعر والرحمة والحب وما أصعب أن تُقيم ببيت لا تحوي أركانه إلا البرود والغربة في القلوب والعلاقه الحميمية ما بين من يقيمون فيه وكان الله في عونها فأي حياةٍ هي تعيشها مع والد تجرد من كل معاني الرحمة والإنسانية وتلك المشاعر الراقية ما بين أعظم حب ما بين الأصل والفرع وما بين الروح وتوأمها .
لم يجد الدكتور خالد ما يقدمه لها من حل لمشكلتها إلا أن يطلب منها أن ترتمي بحض والدها رغماً عنه وأنا أعذره فالموقف عظيماً ولا يُمكن أن يجد الحل من خلال دقائق بإتصال هاتفي فلا بد من البحث في جذور المشكله وسماع وجهة نظر الطرفين لإيجاد الحلول ولو أنني أعلم علم اليقين أن المشاعر الإنسانية لا يمكن رتقها بسهوله فما كُسر منها نعجز عن إصلاحه في الغالب لأنها تترك ندبة في القلب وستبقى العلاقة مبتورة وإن كان ما يظهر منها هو الحب والإهتمام .
عملت كثيراً في قضايا إنحراف الفتيات وجنوحهن وبحثت فيها فوجدت أن ما يجمع بين جميع هذه الإنحرافات هو وجود خلل في العلاقات الأسرية وعدم وجود الإهتمام والإشباع في الحب من قبل الأهل وتوجيهه التوجيه الصحيح لهن الأمر الذي دفع مثل هؤلاء الفتيات للبحث عن العاطفة والإحتواء من خلال الغرباء فكانت النتيجة دمار وضياع وتشرد وإيواء في مراكز الجانحات .
أيها الأباء عودوا إلى أسركم ولا تختلوا بأنفسكم في صوامع البرود داخل منازلكم وأحضنوا أبنائكم فهناك أنفسُ قذره تتربص بهم وتتحين الفرصه لتوقعهم بشراكهم وعندها لن ينفع معها والله صراخ ولا عويل .
إيميل : firas.talafha@yahoo.com