12-12-2010 11:46 AM
كثيرا ما كنت استمع لحديث والدي عن الاحزاب السياسية داخل الجامعات في بداية الثمانينات، وكيف كان دورها التثقيفي في حياة الطالب الجامعي.
كانت الاحزاب اليسارية والقومية والاسلامية تقود العمل الطلابي، وتدافع عن حقوق الطلاب، كما كانت تحتفل بالمناسبات الوطنية والقومية. كانوا يحتشدون في ساحات الجامعات للاحتفال بمعركة الكرامة، كما يحتفلون بيوم الارض، وكانوا ينددون بوعد بلفور، كما كانوا يتسابقون للترحيب بخطوات الملك الراحل الحسين بن طلال بتعريب قيادة الجيش.
حياة طلابية كاملة نسجت خيوطها احزاب سياسية ساهمت في تكوين مبادئ الطلاب وافكارهم، علمتهم كيف يدافعون عن حقوقهم وحقوق وطنهم، سلخت منهم كل العصبيات والتحيز للقبيلة والبلدة، ورسخت فيهم قيم الوطن وهويته العربية الوحدوية.
حتى نهاية الثمانينات، كان للأحزاب السياسية حضورها القوي في الشارع الطلابي، وكانت تستقطب أعدادا كبيرة من الشباب وكانت معظم هذه الأحزاب محظورة مثل الحزب الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي والاحزاب الخارجة من رحم حركة القوميين العرب، وكذلك حزب التحرير.. الخ باستثناء جماعة الإخوان المسلمين التي كان مسموحا لها ممارسة نشاطها السياسي.
اما في وقتنا الحاضر فقد نمت الغرائز الجاهلية، والنزعات العشائرية، وانسحب ذلك على الحياة الحزبية في الجامعات، فأصبحت معظم الاحزاب الجامعية عبارة عن تجمعات طلابية لابناء العشائر، وملتقى طلابي لا يتعدى نشاطه الرحلات الترفيهية، والتشويش على الاخرين، ومحاولة كسب اكبر عدد ممكن من الطلاب للانضمام الى الحزب بقصد التباهي "بالعدد" لا اكثر..وبالتأكيد رافق ذلك غياب الحس الوطني والقومي، وغياب الدور التثقيفي الذي من المفترض ان يعد من اساسيات العمل الحزبي..
وبسبب غياب الحياة الحزبية الناضجة، فلا يمر يوم على الجامعات الاردنية إلا وتشهد احدى ساحاتها عنفا طلابيا، ومشاجرات بعضها بخلفية عشائرية، وبعضها الاخر قد يكون سببها تحرش طالب بزميلته، على عكس ما كان يحدث سابقا.
وأظهرت دراسة أكاديمية أن 30 % من الطلبة الجامعيين يشاركون في مشاجرات داخل الحرم الجامعي، فيما أكدت أن أسباب المشاجرات كانت إما لدوافع شخصية أو التحرش بطالبة أو التحرش بقريبة.
حاليا، وعلى الرغم من كثرة اسماء الاحزاب في الجامعات، الا انها تفتقر الى قواعد شعبيه تنطلق منها، ويعود السبب الرئيسي فقدان الطلاب الثقة بالاحزاب، وبدورها في النهوض بالحياة الطلابية، لانها لم تعد تضع الطالب صوب عينيها، بل تعدت اهدافها لخدمة المصالح الشخصية لبعض المنتفعين منها....
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-12-2010 11:46 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |