بقلم : العقيد المتقاعد عبدالله سليمان الحنيطي
الشعوب الحية هي ألتي تنقد من يتولون شؤون حياتها فتسدي لهم النصح والإرشاد ولا تصمت على ظلم وجور وفساد فهم تحت القانون ويتعرضون للمحاسبة في حال ارتكاب أي خطأ 0 كنا أمة حية لما كان ألإسلام هو مرجعيتنا في كل أمر من أمور الحياة المختلفة وإسلامنا العظيم الحضاري جاء قبل الغرب والشرق ب 1438سنه بالعدل والمحاسبة ففي كتاب الله عزا وجل وسنة نبيه الكريم وسيرة الخلفاء الراشدين تجد من خلال نصوص شرعية محاسبة ونقد إلى من يتولى شؤون الرعية. (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ ) (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون) وقوله صلى الله عليه وسلم (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) وقوله (إذا رأيت أمتي تهاب من أن تقول للظالم: يا ظالم فقد تودع منها ) وقال (لتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً، ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن الله على قلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم) وها هو النبي الذي هو سيد ألأنبياء وأفضل البشر وأصحابه الذين هم خير البشر بعد ألأنبياء يتعرضون للانتقاد من قبل الرعية فلم يتهموا الرعية بالخيانة وتقويض وتخريب الدولة ألإسلامية...إليكم نماذج حية . رجل يقول للنبي صلى الله علية وسلم أثناء تقسيم للغنائم يا محمد اعدل فإنك لم تعدل , وإن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويحك من يعدل إن لم أعدل) فأراد الصحابة ضربه فقال صلى الله عليه وسلم معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي و كان النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس مع أصحابه فقال له رجل يهودي يا بني عبد المطلب إنكم قوم مطل أي لا تؤدون الحقوق. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قد استلف منه مالاً. فأراد عمر رضي الله عنه أن يضرب اليهودي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنا كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر، أن تأمره بحسن الطلب وتأمرني بحس ألأداء . عمر بن الخطاب رضي الله عنه اعترض على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مع أصحابه في صلح الحديبية فقال له علام نعطى الدنية في ديننا .اعتراض عمر بن الخطاب وبعض الصحابة على أبي بكر رضي الله عنهم عندما أراد قتال أهل الردة. ومازال أبو بكر رضي الله عنه يجادلهم حتى أقنعهم برأيه
أن بلال الحبشي رضي الله عنه كان مع جماعة من الصحابة الذين اعترضوا على سياسة عمر بن الخطاب في شان الأرض المغنومة وطالبوه بتقسيمها على الفاتحين 0 هناك مجموعة من الصحابة اعترضوا على سياسة عثمان بن عفان رضي الله عنه بالشأن السياسي والاقتصادي . عائشة رضي الله عنها ومجموعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكروا على الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه تأخير القصاص ممن قتل عثمان رضي الله عنه.
والخلفاء الراشدين ألأربعه رضي الله عنهم لكل منهم قول فصل في المحاسبة والانتقاد لما أستلم كل منهم شؤون ألأمه. أبو بكر رضي الله عنه.(فان أحسنت فأعينوني وان أسأت فقوموني)عمر ابن الخطاب رضي الله عنه(أحب الناس إلي من رفع إلي عيوبي)عثمان ابن عفان رضي الله عنه(إن وجدتم في كتاب الله أن تضعوا رجلي في القيد فضعوا رجلي في القيد) وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يقف أمام القاضي هو ومواطن يهودي للبت في قضية درع .للأسف الشديد جدا تراثنا هذا سلب منا وأنتقل إلى أمم أخرى وأصبحنا من بعد فقد هذا التراث أمه تخلت عن محاسبة من يتلاعب في مصيرها ومستقبلها ففي أمريكا رئيس منتخب وصل إلى السلطة بصندوق انتخاب نظيف ومع كل ذلك يتعرض هذا الرئيس للمحاسبة من قبل القضاء والشعب بسبب قرار للرئيس رأى الشعب انه في غير محلة ويعرض الدولة للخطر وفي اسبانيا زوج سيده من ألأسره الحاكمة يحاسب بتهمة اختلاس المال العام وفي أستراليا وزيرة الصحة تجبر على ترك منصبها لأنها أشترت شقه سكنيه طبعا من مالها الخاص وليس اختلاس من المال العام وهي في مهمة رسميه للدولة أي كل التهمه هدر وقت ألشأن العام وليس هدر المال العام في أمر خاص...نعم ألأمة الحية هي من تحاسب من يتولى شأنها والحاكم نظيف اليد هو من يتحمل النقد ولايقبل أن يكون خارج دائرة المحاسبة لأن ليس لديه مايخسره