حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 67682

عرار

عرار

عرار

04-03-2017 08:49 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : صالح مفلح الطراونه
ولد الشاعر الاردني عرار في مدينة إربد وهي تقع في شمال المملكه الاردنيه الهاشميه في الخامس والعشرين من ايار لعام 1899.وقد تلقى تعليمه الأبتدائي في إربد , ثم بعد ذلك إنتقل الى دمشق في عام 1912ميلادي حيث نفئ آنذاك الى حلب ثم اكمل دراسته العلميه هناك , حيث حصل على شهادة الثانوية العامه في آواخر العشرينات ثم التحق بكلية الحقوق ودرس القانون .. حيث حصل على إجازة المحاماه في عام 1930 ميلادي ...
ثم بعد عودته الى ارضه الاردن عُين معلماً في مدرسة الكرك , ثم تقلد مناصباً إداريه منها حاكماَ إدارياً لثلاث نواحي في الأردن منها
وادي السير فالزرقاء فالشوبك ...ثم بعد ذلك تسلم وظيفة مدعي عام السلط ثم بعد ذلك عُين رئيساً للتشريفات في الديوان العالي ثم متصرفاً ومدعي عام في السلط ..
ثم من مواقفه المبدئيه ...رفضة الى الإنتداب البريطاني حيث لقي آنذاك من الظلم لمواقفه الوطنيه ما لاقيه.وصف بعمق العلاقه بينه وبين-النور وخرابيشهم والخمر قويه حيث دافع عنهم ونصر المظلوم والمضطهد من ابناء شعبه
من تلك المقدمه العاجله يتسم ..عرار بنظرته التي تعطي انطباع ان الرجل له نظره تختلف عما كان يشاع بتلك المرحله من حيث ان المثقفين كانوا اكثر الناس التصاقاً بالدوله واكثر الناس وصولاً الى مراكز الدوله المهمه ولهم افكار تتسم بكثير من الصرامه بالواقع في حين ان عرار كان يختلف كلياً رغم ما يحمله آنذاك من معرفه وثقافه الإ انه ارتبط (بقوم يسمون نور ) حيث لا تربطهم لا امكنه ولا عقيده وهم بطبعهم رحّل تجدهم بالنهار يسكنون مكان ما ثم ما تبصر الصباح لليوم التالي حتى تجد قد غادروه دونما يحس بهم أحد علاوه على إنهم لا يرتبطون لا بعقيده ولا بمذهب ... وأن يرتبط عرار بتلك ( الافكار فإنما هي مدعاه لكل من عرفه عن قرب ودرس افكاره وميوله ونزعته ) ونتساءل هنا هل بالفعل يؤمن بما سلف انه يساعد بالبناء الفكري وإن بقاء اكثر يومياته معهم يساعد في نمو .. نظرته المختلفه ..بتلك المرحله من تاريخ الاردن
يقول عرار في مطلع قصيدته العبوديه الكبرى :
يا مدعي عام اللواء وخير من فهم القضيه
ومناط آمال القضاة وحرز إنصاف الرعيه
ليس الزعامة شرطها لبس الفراء البجدلية
فيفوز عمرو دون بكر بالمقابلة السنيه!
والعدل يقضي ان تعامل زائريك على السوية
يا مدعي عام اللواء وخير من فهم القضيه
لهبر جاءك للسلام فكيف تمنعه التحيه؟
ألأن كسوته ممزقة وهيئته زرية؟؟
قد صده جنديك الفظ الغليظ بلا روية
وأبى عليه ان يراك فجاء ممتعضا إليه
يشكو الذي لاقاه من شطط بدار العادلية
ويقول إن زيارة الحكام , لا كانت بليه
وإن المتنعن بالنص في قصيدته العبودية الكبرى لايجد كثير من حالات القراءه والمزج فيما بينهم وهنا لابد من طرح فكره القراءه بكل وضوح فربما كان يعني عرار الشاعر والقصيده قوم (النور ) الذين كان يرتبط بهم بعلاقات (قويه ) حيث لربما كانوا يشكون له من جراء عدم احترامهم من قبل الحاكم الأداري آنذاك وفي مرحلة توسع وفضاضة الأنتداب البريطاني وبكل مخلفاته الاستعماريه على عقول كل ممارسي العمل القيادي لذا كان الشاعر عرار يخاطب سلطة القرار القضائي ان لا يشدوا الغلضه على هؤولاء القوم وان ينصفوهم حتى وان كانوا فيما هم لابسون ..وربما كان يعني مظلمه ما قد عرضها صاحبها على فكر بحجم عرار ...وشعره الناقد .
ولعل القصيده التي اثرت مسيرته من النفي والأبعاد تجعلنا نقراء من سطورها ما يجعلنا نقراء جيدا نظرة .. عرار بمفهوم البعد والحرمان عن وطن كثيراً ما عشقه وترنم بنسائم اجوائه وحّلم بتنوع افكار شعبه .. حيث يقول في قصيدته توبه عن توبه
لو أني أرأس الوزراء او قاض كمولانا
لألغيت العقاب ولم ادع للنفي إمكانا
أما وانا من اتخذوه للأرهاق ميدانا
فمن سجن الى منفى لآخر شط ابوانا
فهات الكأس مترعة من الصهباء ألوانا
يطالعنا بها حبيب كعين الديك يقظانا
ولعلنا نلاحظ هنا من ذات القصيده توبه عن توبه كيف يمضي عرار الى حيث يعشق وحيث يتلهف وحيث يفكر بما قد حمله عليه آنذاك سدة القرار من الإبعاد والنفي والسجن احيان .. حيث يقول عرار
ان قيل لا عفو لعل العفو لا كانا
فعين العزم ترمقنا وعين الحزم ترعانا
ولطف الكأس إثر الكأس نشربها تولانا
فحسبي بالنخيل الباسق الفتيان جيرانا
وبالنورية الحسناء والصحراء ندمانا
ولعل تشبيه نفسه بالنخيل المرتفع بالعليا وربما يرميه كثير من الناس والفتيه بالحجاره ليسقطوا منه حبة (تمر ) ويبقى متواصل بالشموخ والعليا انما هو تشبيه لنفسة بمفردة المعنى انه كذلك مهما على عليه الظلم والأبعاد والحرمان من وطنه الإ انه سوف يبقى شامخاً يعانق السحّاب ...ويمضي ايضاً لتلك العاطفه المجنونه من عشق تلك القوم التي تضفي على كثير من اشعاره سمة الوجود ..
ولعل من اجمل ما قال عرار شاعر الاردن تلك القصيده التي تغنت بها حناجر الاردنيين على مختلف افكارهم وميولهم الأدبيه حينما قال بقصيدته المشهوره ...
أهكذا حتى ولا مرحبا .. التي ايضا قد تغنى بها كثير من العرب على مختلف اتجاهاتهم الشعريه والغنائيه لجمال وعذوبة المعنى والواقع الشعري لشاعر بحجم عرار
حيث قال ......
أهكذا حتى ولا مرحبا!! لله أشكو قلبك القلبا
أهكذ حتى ولا نظرة!! ألمح فيها ومض شوق خبأ
أهكذا حتى ولا لفتةً!! أنسم منها عرفك الطيبا
ناشدتك الله وأيامنا ونشوة الحب بوادي الصبا
زغصة الذكرى وآلامها وحرمة الماضي وما غيبا
لا تسألني اي سر لقد احال عمري خاطرا مرعبا
عمان ضاقت بي وقد جئتكم أتنجع الآمال في :مادبا :
وهنا يشار الى الشاعر الكبير عرار ربما قد تعرض الى عاطفه كبيره اوجدت فيه نصاً ربما يخيل للقارئ والمتتبع لشعره ان لهند في قراءته العاطفيه بهذه القصيده من وجود حيث كثيراً ما خاطبها كقوله بذات القصيده ..
يا هند برق لاح لي موهنا تنورته العين مستهضبا
فاض بحسبان فهشت له (حسما) و (وادي يتمها ) رحبا
فرف بالقلب رسيس الهوى وود صدع الشمل لو يرأبا
ثم يمضي ايضا يخاطب هند بذات القصيده ونحن يضاً نستدل ربما بعاطفته التي فاضت مشاعراً حيث هو ربما في (مأدبا ) واواديها وكثير من تلك الناس التي كانت تسكن سيلها الجاري الى حيث البحر الميت .. حيث الخضره وكثير من مراحل الصبا والمرتع لحياه جميله آنذاك ..
ليقول مره اخرى مخاطباً هند ..
يا هند من (حسبان ) قد بارق رف رفيفا واضحا مسهبا
فهش للماضي وقد طالما بذلك الماضي لقد شببا
فاستذرف العين فضنت على اعينه الأدمع ان تسكبا
نعم لربما كان لعرار هوى وعشق دفين نحو هند .. التي كثيراً ما سكنت شعره وقصائده الغزليه ونمط تفكيره البعيد كل البعد عما نراه من غزل وشجون الغزل التي تضفي لوعه وحرمان .
ولعل ما قاله عرار في مرحله نفيه وسجنه وحرمانه من ان يكون في وطنه جراء كثير من افكاره في تلك المحله جعله ينظم قصيده يقول فيها عرار
فمن سجن إلى منفى ومن منفى إلى غربة
ومن كرٌ إلى فرٌ ومن بلوى إلى رهبة
فبي من كلٌ معركة أثرت عجاجها ندبة
تعالى الله والأردنٌ لا بغداد و (الرُطبة)
ثم يمضي ايضاً يداعب النفس بحزن وحنين ويمضي يجر معه صمت السنين على غربته وحرمانه ومنفاه الى حيث الشباب الضائع هناك بالغربه والبعد عن تراب الوطن حيث يقول ...في ظلمات من الشقاء
ظلمات من الشقاء وسرابا رأيتها في سراب
وخيالا مقنعا بخيال كلُما اشتقت للبكاء سرى بي
وعلى هاجري هدرت شبابي ثم كفنته ببرد شبابي
ولعلنا نجتهد كثيرا فيما قد اشرنا اليه من معرفتنا النظريه حول شاعر بحجم عرار شاعر عاش كثير من المتغيرات في زمن السياسه وزمن الأنتداب البريطاني لكثير من دول بلاد الشام والحجاز وقد ترك الانتداب في حياه عرار كثير من الغضب والحيره والصمت وترك ايضا اتصال عرار بسدة القرار بالاردن في مراحل من حياته.
فذكرياته شابها نوع من المتغير بين الحين والحين الآخر حيث تقرب كثير من أمير إمارة
شرق لاردن آنذاك وقد اختلف معه ومما قد عرفناه انه نفي الى معان .. ثم لم يلتزم الصمت ازاء كثير من فلسفته الشعريه في حياة تلك المرحله مما اضطر امير البلاد آنذاك ان يدخله السجن لمده تزيد عن سبعين يوم .. بعدها اخرجه من السجن على ان يعود الى صوابه فيما يطرح وفيما يرى من شمول فكره الانتداب والشعر الذي يؤجل الدخول في اتون المنافسه مع باقي شعراء الأمه والمحيط الذي كان يعيش فيه عرار ..
حيث كان له فلسفه في فهم الواقع الذي يعيشه الوطن بتلك المرحله .
نعم عرار هو شاعر الأردن الأول الذي ضم كثير من الأبداعات في شعره الذي كان لكل الحالات اليوميه المعاشه بالمجتمع , ولعل ما جمع في ديوانه عشيات وادي اليابس يؤكد حضور شاعر بحجم عرار .. والذي كان يسميه عرار في حين اسمه
مصطفى وهبي التل .. الذي انحدر من عائله تتصل بالمعرفه وحسن الوفاء لكثير من ابجديات الوطن والامه وبحس عالي المسؤوليه وقد عرف ايضاً بسياق شعره انه معارض ومتصل بكثير مما لابد من عدم الأقتراب منه خشيه ان يضيع الشعر لأجل فئه ينكرها المجتمع وبكل اطيافه فئة كثيراً ما تغنى عرار بشعره فيها وهم ( الذين اشرنا اليهم سابقا) النور الذين قد جلس معهم وشرب حتى انكب كثيراً على نفسه جرا ء
كثير من فهمه المختلف لمرحله من مراحل البناء بالاردن وبلاد الحجاز والشام على وجهه التحديد .. نعم من دراسته بدمشق والحاحه على المضي بالغربه وإن كان يناجي عمان من مضجعه بين الكتب وكلية الحقوق التي درسها الإ انه لم يغير من منهجية التفكير فيما يحس فيه عرار من إن فكرة الانتداب لابد وان تخرج من مفهومها الى حيث هي بالأصل .. الأستعمار ..
ولعل ما قاله راثياً نفسه جعله يكبر في نفوس كثير من عشاق عرار الذي سافر واغترب ثم نفي ثم سجن ..
يا أردنيات إن أوديت مغترباً فأنسجنها بأبي أنتن أكفاني
وقلن للصحب واردوا بعض اعظمة في تل اربد او سفح شيحان
قالوا قضى ومضى وعبى لطيته تغمدت روحه رحمات رحمانه
عسى ولعل يوماً مكحلة تمر تتلو عليه حزب قرآن
ونال ما أراد حيث توفي في اربد ثم دفن واصبح قبره مزار من كل المارين بإربد حيث نقل رفات هذا الشاعر الكبير الى منزله الذي ايضاً اصبح متحفاً لكل الزائرين على مجمل ذكريات شاعر بحجم عرار .....
تميز عرار .. بإتقانه الى اللغه التركيه ثم كان يتعلم اللغه الفرنسيه والفارسيه ...يتردد على مسامعنا إن لعرار شعراً لم ينشر ولم يدون في ديوانه عشيات وادي اليابس بل حفظه كثير من مقربيه والبسطاء الذين كان يسامرهم المكان والذكريات ......
توفي عرار في 24/5/1949








طباعة
  • المشاهدات: 67682
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم