19-03-2017 07:29 PM
سرايا - سرايا- كشفت صحيفة “معاريف” العبرية، يوم الأحد، أن الجيش الإسرائيلي أجرى تحقيقًا داخليًا عاجلاً بشأن الأسباب التي دفعت قادة ميدانيين صغارا، لتفعيل منظومة الدفاع الجوي “حيتس”، الجمعة الماضية، للتصدي لصاروخ أطلقته القوات السورية لاعتراض مقاتلات دخلت المجال الجوي السوري، لتنفيذ غارات ضد أهداف تابعة لـ”حزب الله” بحسب الرواية الإسرائيلية المزعومة.
وقال محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة، يوسي ميلمان، إن “تفعيل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي التي لم تعمل في ساحة حقيقية منذ سنوات، تسبب في فتح التحقيق، وأن مصدرًا عسكريًا كبيرًا تحدث معه، أكد أن منظومة حيتس اكتشفت أن الصاروخ الذي جاء من الجانب السوري هو صاروخ روسي مضاد للطائرات وليس صاروخ أرض – أرض، وذلك خلافاً لما ردده عدد من أعضاء الكنيست والمحللين ومستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، فضلًا عن رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسبق إيهود باراك، والذي أشار أمس إلى أن استخدام حيتس ربما كان خطأ كبيراً”.
من اتخذ القرار؟
وطبقًا للمصدر العسكري الإسرائيلي، جاء قرار تفعيل المنظومة خلال ثوان معدودة، لأن الصاروخ السوري ظهر على رادار المنظومة متوجهًا صوب إسرائيل، وكان سيحدث كارثة وخسائر بشرية ومادية، قائلاً: “لم يكن بالإمكان المغامرة، لذا فقد صدر القرار الصحيح”، على حد زعمه.
ولفت المصدر، بحسب ما أوردته الصحيفة على لسان محللها ميلمان، أن التحقيق الداخلي الذي أجري على الفور “أثبت هذه الحقيقة”، مضيفًا أن الصاروخ “حيتس” الذي تم تطويره عام 1990 لمواجهة صواريخ “سكاد” شهد تعديلات تستهدف تحويله لصاروخ قادر أيضًا على اعتراض الصواريخ أرض – أرض بما في ذلك الصواريخ الباليستية، وأن تلك هي المرة الأولى التي يعترض فيها الصاروخ “حيتس” صاروخا مضادا للطائرات.
وأكد المصدر أن من اتخذ قرار تفعيل المنظومة هو مستوى قيادي صغير نسبيًا، أي قائد بطارية الصواريخ أو من يرأسه مباشرة، لكن قادة جيش الاحتلال عمومًا ورئيس هيئة الأركان العامة غادي أيزنكوت، منحوا غطاء لمن أصدر القرار.
لماذا استدعت موسكو السفير؟
وبحسب المحلل العسكري، هناك تحول فيما يتعلق بالواقعة الأخيرة، يتعلق بحقيقة أن الجيش الإسرائيلي لم يكن يرغب في إعلان مسؤوليته إطلاقًا عن الغارات، لكي يفسح المجال للجانب الروسي لتجاهل العمليات التي تنفذها إسرائيل في سوريا، في تلميح منه إلى تغاضٍ روسي متعمد عن ضرب حلفائها الميدانيين من جانب إسرائيل.
وتفسر النقطة الأخيرة حرص الخارجية الروسية على استدعاء السفير الإسرائيلي في موسكو ومطالبته بتقديم إيضاح حول الغارة الإسرائيلية التي نفذت فجر الجمعة. وتعد تلك هي المرة الأولى التي تتخذ فيها موسكو هذا الموقف على الرغم من الغارات الكثيرة التي نفذتها إسرائيل دون أن تعلن مسؤوليتها عنها.
وتعني تصريحات المصدر الإسرائيلي الذي تحدث إليه ميلمان وأورد خلاصة حديثه عبر موقع صحيفة “معاريف”، أن عدم إعلان إسرائيل مسؤوليتها عن الغارات السابقة ربما جاء ضمن اتفاق إسرائيلي – روسي لرفع الحرج عن الأخيرة أمام حلفائها الميدانيين، حيث استهدفت عشرات الغارات الإسرائيلية طوال السنوات الأخيرة أهدافاً تابعة للجيش السوري وحزب الله وإيران داخل سوريا، ولم تتوقف تلك الغارات عقب التدخل الروسي في أيلول/ سبتمبر 2015، دون أن تحرك موسكو ساكنًا.
علامة فارقة
ونوه المحلل العسكري الإسرائيلي إلى أن إطلاق هذا الصاروخ اعتبر “علامة فارقة لم تحدث منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، حيث تعرضت مقاتلات إسرائيلية لهجوم صاروخي من الجانب السوري أجبرها على إطلاق هذا الصاروخ، واضطرت للإعلان عن مسؤوليتها عن الغارات، وكشف تفاصيل لم تكن لتكشفها دون حدوث تلك الواقعة”.
وأردف قائلاً إن “الحديث يجري عن واقعة هي الأخطر، لأنها تسهم في إعطاء زخم لتلك الساحة، وتنضم إلى التصعيد المستمر، في ظل التواجد الإيراني وتواجد قوات حزب الله المتزايد، ورغبة تلك الجهات في بلوغ المناطق الحدودية مع إسرائيل، برعاية نظام الأسد”، زاعمًا أن “الهدف النهائي لهذه القوى هو فتح جبهة جديدة من ناحية الجولان تنضم لجبهة جنوب لبنان”.
ونقل ميلمان عن القائد العسكري الكبير لم يكشف هويته قوله، إن “الجيش الإسرائيلي لا يعتزم التصعيد ضد الجيش السوري، لكنه سيواصل العمل بناء على الخطوط الحمراء التي حددها، والتي تتعلق بمنع نقل السلاح، لا سيما الصواريخ الاستراتيجية، من إيران عبر سوريا إلى حزب الله”.
وتعد منظومة الدفاع الجوي “حيتس” الطبقة العليا ضمن منظومة دفاعية متعددة الطبقات، أدناها منظومة “القبة الحديدية” المخصصة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى. وخصصت “حيتس” لاعتراض الصواريخ الباليستية، ويتم تصنيعها في إسرائيل بتمويل من الولايات المتحدةالأمريكية.ارم نيوز