14-12-2010 07:04 PM
أصعب حاله نفسيه تمرّ بها الأسره الأردنيه هي عندما ترفع أسطوانة الغاز حالة العصيان وأعلان الاستسلام وانها أصبحت خاويه على عروشها ولا قدرة لها على الأستمرار أكثر في المنزل .
أمام أم محمد بالعاده أجراءان لابدّ منهما كمحاوله بائسه أخيره منها لأنقاذ الموقف وأجبار الأسطوانه على الأستمرار لحين أنضاج طبخة المجدّره فالأولاد على الطريق سيأكلون الأخضر واليابس عند الوصول.
الأجراء الأول بالعاده هو قلب الأسطوانه رأسا على عقب لعّل وعسى هناك القليل من الغاز نسي نفسه في القعر.
ولكن الشعله ما زالت تترنح فاتحة الأبواب للخيار الأخر ، خيار تسطّيح الاسطوانه على الظهر و دحرجتها يمنة وشمالا عبدالله أخر العنقود لم يصل بعد لسن المدرسه يظهر بالعاده عند الأجراء الثاني فيجلس على الأسطوانه المسطّحه مطلقا صرخة قويه" لق لق لق" فحصانه الأسطواني يحتاج الى دفعه معنويه قويه للأستمرار ولكن عبدالله نفسه لا يستطيع الأستمرار بعد أن " أكل كفّ على عنقوره "من ست الحبايب !! مع الكف أيضا صرخه قويه : " أقلب وجهك من قدامي تراني مش شايفه الضو روح أحكي لأبوك الأسطوانه خلصت " .
توجه فارسنا الصغير الى الوالد حاملا معه خبرا سيئا وبتوقيت أكثر سوءا فالدنيا أخر شهر . " يابا بتقلك أمي الأسطوانه خلصت " أبو محمد عمل نفسه مش سامع لكن عبدالله يعرف تماما ماذا عليه أن يفعل صوت أعلى وتكرار للجمله بالتركيز على مخارج الحروف وبخاصه عند الوصول الى كلمة " خلصت " " يابا بتقلك أمي الأسطوانه خلصت " ويصرّ الأب على تأكيد كفّ الأم على نفس المكان " عنقور عبدالله " و يتلقى الضربة الأخرى بأقل من خمس دقائق .
مع تكرار نفس العباره بصوت أكثر قسوه وخشونه " روح أقلب وجهك من قدامي تراني مش شايف الضو " عبدالله مشروع طفل معقّد نفسيا بعد هذا المشهد .
ولكن هذا قد يحصل أذا كان عبدالله أميركي أو هولندي وقد يتحول هذا الطفل الى قصه فيلم بطله يستذكر طفولته والضربات على "العنقور " بعد أن يجهز على ضحاياه بأسلوب الذبح من "العنقور " الى "العنقور" أو قد يقوم بطلنا المعقّد بحشو أفواه ضحاياه بجلد الغاز ..!! أستحضارا للمشهد الطفولي البائس الذي مرّ به لكن بطلنا من نوع أخر بطلنا أردني متسامح ، خرج يلعب مع أصدقائه في الحاره وعندما سألوه عن الأحمرار على "عنقوره " أجابهم أنه كان يتمازح مع والديه !!! عبدالله لم يشتم أهله ولم يسبّهم عبدالله أختلق ألف عذر لكفّ الأم ولكفّ الأب عبدالله بأختصار قال لأصدقاءه " الدنيا أخر شهر " كان الله بعون أهلي وأخيرا عبدالله يعرف تماما كيف ينتقي ألفاظه فلم يقل لهم أنه اليوم تعرّض" لمجزره" ولم يتوعد والديه لأنه طفل بار هكذا هم أطفال الأردن ليت كبارهم يتعلّمون منهم
tala.tola@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
14-12-2010 07:04 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |