15-12-2010 12:38 AM
ها قد هلّت تباشير الفرح على بساط الأرض المخملي باتت تطل قطرات من المياه كلؤلؤة جوهرية تبهج الناظرين من صحوة باتت شقية. ارتوت حبات التراب والبذور من سباتها أفاقت ومن غفوتها تبرأت وبشرب الماء هامت وتجرعت. وما كان من نعاس ولّ وأدبر فاندثر... سبحانك اللهم يا من تنعش الأرض بعد الجفا ..وطول الغفا.. وتخرج منها الخير والحب والصفا .. أيها القادر على كل شيء يا مجيب الدعوات ..... نعم... لقد تزينت السماء بأثواب من الغيوم الرمادية و تصادقت مع تلك الحبات المطرية، فلّبت النداء لتنير ليال شتوية لطالما طال انتظارها... انتعشت السدود ومن بعدها تدفقت الأنهار في حب وسرور على تلك الأرض التي كادت أن تصبح بور !!كما وأنزلنا المدفئة وأشعلناها وعليها البطاطة شويناها ومن الدفئ تجرعنا الحب من لمّة وسهرة في البال خالدة إختزلناها.
وفي اليوم التالي ... وقفت عند النافذة المحاذية لمكتبي الصغير وأخذت أتأمل بتلك اللوحة الجميلة التي خطتها أنامل مطرية داعبت أغصان الأشجار من قطيرات غزلية باتت تقفز من غصن إلى غصن ومن شجرة إلى أخرى. تراكمت البرك الصغيرة وبجانبها سيل رائع من المياه.. سيل يغتال كما ذاك المغرور الذي يلتف ويدور دون أن يرى أحداً من حوله .
وبعد قليل جاءت الرياح تطلب الزيارة كما مشتاق يغل في دياره.. يناجي الأغصان في انحدار كما وارتدى الناس أثواب صوفية ثقيلة وأسدلوا المظلات كما ستائر على الرؤوس ملقية. يتراكض الأطفال فتطير قبعة علي أو حتى حنان . ...يالا روعة المنظر!! يا إلهي .. كم كان منظرا جميلا لا ينسى... فكلما كان يزداد الشتاء في خطوطه كان معه يزداد الحب والحنان.. إلى أن تتلاشى تلك المعالم في الخارج من شدة الحميمية بين الرياح والمطر والشجر ومن بعدهم يأتي الناس اللاهين تحت حبات المطر. إنه المطر..وما أجمله من مطر... عدت فأحييت والزرع أبهيت وإلى موسم زاهٍ إن شاء الله بشرت فيا مرحباً بك .. ويا100..هلا...
ameeralolo66@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-12-2010 12:38 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |