25-03-2017 09:03 AM
بقلم :
المعلمون هم صناع الأمل في المجتمع، يزرعون الأمل في نفوس الطلبة بمستقبل آمن زاهر يحلمون به ويطمحون في الوصول إليه ، يفتحون آفاق المستقبل أمامهم في كل موقف تعليمي ، يزرعون المحبة في قلوب تلاميذهم ، يبذرون بذور الكلمة الطبية في كل صباح عند إلقاء التحية على تلاميذهم ، يعلمون تلاميذهم حب الوطن عندما ينشدون نشيد العلم والوطن ببراءة وصدق وحماسة لا تجدها صادقة وخالصة إلا عند هم ، ولا سيما البراعم الصغيرة التي لم تتلوث براءتها بهموم الحياة ومنغصاتها .
صناعة الأمل لا يتقنها إلا معلم نذر نفسه لتعليم الخير والحب ، ويكفي المعلم فخرا أن الملائكة تستغفر له ، وأن الحيتان في البحر تستغفر له ، وأن كلماته تثمر ولو بعد حين من الزمن ، وأن حروفه وكلماته صدقة جارية في ميزان حسناته لا تتوقف حتى تنقضي الدنيا .
لا أعرف أحد في الحياة يستطيع أن يرسم البسمة بعفوية على شفاه تلاميذه أكثر من المعلم ، ولا أعرف أحد يملك صياغة نفوس الطلبة وعواطفهم إلا المعلم لأنها رسالته التي لا يتقنها إلا هو ، ولا أعرف في وطني من هو أجدر من المعلم في نقش كلمات الحب والخير لدى طلابه وتلاميذه ، فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر، وما أجمل أن يردد التلميذ كلمات استاذه حين يخلو مع نفسه ، أو حين يلعب مع رفاقه ببراءة ، فهذه تعدل الكثير الكثير لمن يقدر ذلك ، فبسمة تلميذ خير من مال كثير .
أن غرس حب العلم أمانة في عنق المعلم ، وتعليم الإبداع بكل فنونه احدى مسؤوليته الوطنية والوظيفية ، وغرس حب الوطن والدفاع عنه من واجباته النبيلة تجاه وطنه ومجتمعه ، ورفع معنويات الجيل من أولويات مهامه المطلوبة منه ، وهو أقدر الناس على زرع التفاؤل وطرد اليأس والإحباط ، ودعوة الجيل إلى القراءة والمطالعة هي من وظائفه الهامة ، فكل خلل في المجتمع قد يكون المعلم من أسبابه ، وكل أمل في المجتمع هو من صانعيه ، فما أنبل رسالة المعلم ! وما أعظم ما يطلب منه ! وما أعظم الأجر الذي ينتظره ! فعلى بركة الله سيروا أيها المعلمون ، وعلى ربكم توكلوا في بناء جيل الأمل والخير لهذا الوطن .