حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 32481

" مقياس السعادة "

" مقياس السعادة "

 " مقياس السعادة "

26-03-2017 08:47 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سعيد ذياب سليم
تفزعنا دقات الساعات تثير أعصابنا تدخلنا في حالة من التوتر غير الواعية، تضعنا بين عالمين متجاذبين يشد أحدهما
بتلابيب الآخر، تفاجئنا نتائج أعمالنا ومغايرتها لتوقعاتنا فتغرقنا الخيبة ، ينعكس ذلك على صفو أنفسنا وسلوكنا ، نقف أمام
قراراتنا وجها لوجه متهما أحدنا الآخر .
كيف تًعرّف السعادة ؟ هل هي الرفاهية ؟ الصحة؟ الحب؟ الصداقة؟ العطاء؟ أهي الطريق أم المرفأ؟
درجت العادة بين الناس أن مقياس السعادة هو ارتفاع الدخل والقدرة الشرائية، لا ننكر أن ذلك يساعد في البحث عن
السعادة، إلا أن العامل المادي لا يعد المؤثر الوحيد على مقياس السعادة على أهميته، فإن المكافأة و التشجيع والإيجابية لها
دور كبير فكم من ابتسامة صنعت نهارنا وما رافقها من " صباحك سكر" رفع معنوياتنا و زادنا إقبالا على الحياة.
يخضع شعورنا بالسعادة إلى نتائج أعمالنا وارتباطها بقرارتنا وتوقعاتنا ، فإذا كانت توقعاتنا كبيرة كانت خيبتنا أكبر
والعكس صحيح، إن كانت معتدلة تتفق مع نتائج أعمالنا كان شعورنا بالسعادة عظيما، هذه النظرة عامة سواء قررت
استبدال هاتفك بجهاز أحدث، أو قررت الزواج وتغيير حياتك أو فزت باللعبة التي على هاتفك الذكي .
نعيش في وسط يمكن التعبير عنه بمفردات عددية كالطول و الوزن ومستوى السكر في الدم، وأخرى وصفية كلون العينين
والرضى والجنس، للأرقام تأثير عجيب على حياتنا، فإذا نظرت للكوب الممتلئ نصف امتلاء فربما تُسر، يعتمد ذلك على
النقطة التي تنظر منها إلى الكوب، ستكون سعيدا بالنصف الممتلئ، تعيسا بالنصف الفارغ، هو النصف في الحالتين، فهل
هناك صيغة رياضية للسعادة تأخذ بعين الاعتبار قائمة العوامل المؤثرة في حياتنا ( المدخلات ) لتقدم لنا منزلتنا منها؟
حاول علماء النفس وضع صيغة رياضية تقيس درجة السعادة الشخصية، تعتمد على عدد من المتغيرات، منها الرضى
عن الحياة، الاكتفاء المالي، السعادة مع شريك الحياة، وفي صيغة أخرى تُقدر سعادة الدول و المجتمعات أُخذ بعين
الاعتبار مؤشر الإنتاج المحلي ومتوسط أعمار أفراد المجتمع و مستوى الرعاية الصحية، وغيرها من المعايير
التي تصلح مؤشرا للسعادة. يمكّنٍنا ذلك من بحث الطرق التي تزيد سعادة الأفراد و المجتمعات، وتأثيرها على معدلات
الإنتاج في نواحي الحياة المختلفة وانعكاسها الإيجابي على علاقاتنا بالآخرين، من المؤكد أن السعادة تنتشر و تنتقل من
فرد إلى فرد كانتشار الإنفلونزا، فإن الرفقة المؤنسة تسعدنا، كذلك يتأثر الإنسان بمن حوله نتيجة ما يفتعل في نفسه من
تحدي أو غيرة فهو لا يكف عن مقارنة نفسه بالآخرين، بين ما يحدث له وما يحدث مع أقرانه، فإن خسر و خسر الآخرون
فهذا يسعده، وإن فاز وفاز الآخرون يسر إلى حد ما .
لنكن واقعيين فإن إيماننا بالله وبأنفسنا وقدراتنا ومثابرتنا وكيفية التعامل مع الحياة و مع من نحب هي مصدر سعادتنا،
ولا ننكر تلك الأسرار الصغيرة التي تضيء لنا الدرب فما نحن إلا أبواب مغلقة .
بعيدا عن عيادة الأسنان: وعلى المقياس من واحد إلى عشرة ما هي درجة سعادتك ورضاك عن حياتك؟








طباعة
  • المشاهدات: 32481
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم