15-12-2010 08:48 AM
في ملعب القويسمة كان لنا موعد آخر مع خيبة جديدة من خيباتنا العربية التي لم تترك لنا على الاقل لحظات نتناسى فيها مآسينا ونهرب من انفسنا الى اشياء قد نشعر معها انه ما زال في جثثنا قلوب تنبض كالبشر وتضيق بتاريخ القى بنا على هوامش صفحاته التي سيذكرنا فيها كلما ذكرت نكبات غزة هاشم وكلما ذكر العراق وصفقة اغتصابه التي اعدت بمباركة عهرنا العربي، وفي القويسمة تقاسم السماسرة ارباح الخيبة الجديدة ليتاجر بها كل على طريقته الخاصة تاركين خلفهم وطن سنبكي عليه كالنساء ان لم نحافظ عليه كالرجال .
في خضم هذه الاحداث ثمة من كان يحاول ان يعمق الجراح بعض المشلولين فكرياً الذين الصقوا انفسهم بأسم الفدائين ليتسببوا للعمل الفدائي بجراح اكثر مما قدموا له في حقبة ما من ملحمة القضية الفلسطينية وثمة من كان يمزق من لحمه ليرتق جراحاً فتقت ويقول "امام الوطن فلتذهب كرة القدم الى الجحيم" كما قالها محمد السيد (الرئيس السابق لنادي الوحدات) لقناة الجزيرة والذي ايقن تماماً ان الاردن وفلسطين اعظم من احرف مشبعة بالعنصرية تبتذل على ألسنة بعض السكارى على مدرجات الملاعب.
بعد المباراة ملئت مآقينا بالدموع ليس حزناً على خسارة الفيصلي ولا فرحاً لفوز الوحدات بل ليحرق الوحدات ان كان الثمن هو الوطن وليحرق الفيصلي ان كان مسماراً يدق في نعشنا انما كان الحزن اردنياً عربياً قومياً لان ما حدث ليس له دلالة سوى تلك الفجوة الكبيرة التي باتت تتسع يوماً بعد يوم بيننا وبين احلام وحدتنا العربية التي يقوضها البعض بمصالحهم الشخصية وبفكرهم الذي لا يتجاوز خطى اقدامهم المهزومة لنبقى عراة في ليلة شتوية لم ولن تنقضي الا اذا اوقدت في القلوب لهفة التحرر من عبودية الاقاليم الى ما هو ابعد من ذلك .
ليس بالضرورة ان نحلل دم احدهم لنكون منصفين وليس بالضرورة ان نصلب الاوطان لنكون في نظر البعض "ابطال قوميين" وعلى كل الذين يصفون حساباتهم علي حسب الوطن ان يكفون عن دس سمومهم في احلامنا فجراحاتنا ما عادت تحتمل سذاجة جديدة ثمنها رجال واوطان.
رفقاً بالاردن يا هؤلاء ……..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
15-12-2010 08:48 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |