06-04-2017 08:59 AM
بقلم : د. زيد سعد ابو جسار
كثيرا ما يلبس علينا حديث النفس بأنه تفكيرالعقل,لهذا تغيب إنسانية الإنسان لغياب العقل عن استثمار الغرائز ضمن العلم المكتسب من الكتاب والسنة وذلك ضمن حقيقة أن الدين بمفهومه الشامل هو زاد العقل البشري, فالعقل مبني على قدرة بيان العلم والمعرفة والتعلم من الخبرة ,في حين أن حديث النفس مبني على التخيل وهوى النفس وفي ذلك دلالة على وهن وغياب العقول عن هدى الرحمن ..........
النفس البشرية هي دافع الإرادة عند الإنسان في فجوره وتقواه من خلال تهذيب غرائز النفس وعقلها بعقال الدين ,غير ذلك فان الإعاقات بالفجور تصبح كثير ومسيطرة على حياة البشر لهذا فان الإعاقة الحقيقية هي إعاقة النفس وليست إعاقة الجسد ,والأمثال متعددة في واقع الحياة ...........
الحب من الغريزة الإنسانية لبناء حياة ترابط وتراحم بين البشر ,تستغله النفس في فجورها على العقل في حب الذات وأنانيتها ,والغيرة غريزة لتحفيز الإنسان وتسخيره لأعمار الحياة ولكن النفس تستغلها لحسد الآخرين فيصبح الإنسان بدون حافز معاق مراقبة الآخرين,لهذا فان جميع الغرائز عندما تأخذ على هوي النفس فان مردودها لا يكون إلا سلبيا على حياة الإنسان واستباحة عزته في غياب التوحيد والإيمان به وكرامته في تغييب تعاليم الخالق في كتابه العزيز وسنة حبيبه والذي يعني غياب العقل من حياة الإنسان ,فغريزة الخوف من مراقبة الخالق المتحكم في مجاميع حياة الإنسان تصبح غريزة عزة ,لأنها تصحح حياة الإنسان من عمل ومعاملات , أما الخوف والرجاء في فجور النفس فمردود على الإنسان الذل والجبن ,والحال نفسه مع كرامة الإنسان المستمدة من إتباع أوامر الخالق في حسن الخلق وتجنب نواهيه وتحريمه إذ تحفظ كرامة الإنسان الواحد من جميع الخلق , تحفظ جهده من طمع الأنفس كما هو في الربا واكل الحقوق ,تحفظ عقله من مغيبات العقل وندامة نوبة الغضب , تحفظ كرامة الأنساب بالزواج من فاحشة الزنا من هوى النفس في غريزة الجنس.........
لقد كرم الله تعالى الإنسان بالعقل وزوده بعلم الكتاب وسنة الحبيب ,وعزه بالإيمان بان الأمر بيد الخالق ,فالإنسان العاقل بالإيمان يعزي الأمور لنفسه فقضاء الله تعالى لا يكون إلا عدلا , كرمه بإخلاص العمل لله لتستديم العلاقات بعيدة عن المصالح لتستقر العلاقات فالحب لله والكره في الله وفي ذلك تجنيب لهوى النفس واستغلالها لغرائز الحب والكره وتقلبها.فأي حديث بعد ذلك والذي يبرهن عليه الواقع الذي نعيشه يدرك الإنسان منا حقيقة الدين وأهميته في مجمل الحياة ليؤمن الإنسان ويرتجع عن سفاهة الأنفس ليفتح الله تعالى القلوب عندما تتوب وتتبرى وتتنقى من دنس ذنوب الذل والاهانة .........
نسال اله تعالى أن لا يوكلنا إلى انسفنا طرفة عين ,وان لا يحرمنا من الصراط المستقيم وإتباعه الذي هو زاد عقولنا لنور صدورنا وربيع قلوبنا ,جزاء أعمالنا من هوى انسفنا,لندرك لذة درجة الصبر والإحسان,واطمئنان التوكل والاحتساب والرجاء والمغفرة ,لننال جنة الدنيا بالسعادة ,اللهم لك الحمد آنت رب العالمين وأنت الرحمن الرحيم وأنت مالك يوم الدين ارفع عنا ما أنت قاضي وقضيت علينا من حينا وميتنا من شر وبلاء باسنا وشدتنا على بعضنا البعض وتسليط أعدائك علينا لما صنعته أنفسنا اللهم اغفر وارحم أنفسنا وإعراضنا وأطفالنا ,وردنا لدينك ,لا اله إلا أنت سبحانك تمادى الظلم بحلمك فخذه ربنا اخذ عزيز مقتدر عاجلا غير اجلا, أمين وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلا يوم الدين .