08-04-2017 03:40 PM
بقلم : ابراهيم امين مؤمن
أيُّها العالم الغربي ...
هيا إلى الشرق العربى الساحر , نمضى ليالٍ قى ظل القمر الساطع والنجم اللامع ..
من شُرفات حفلات السهر , ننظر إلى النيل الذى قبل أنْ يمتّعنا بموجاته التى زبُدتْ وأفرزتْ حضارة مصريتنا , يرعرعنا بروائه الخالد الذى نستقى منه الحياة.
ذاك النيل الذى بُنيتْ على صلبه حضارة الفراعين التى امتدتْ سبعة آلاف عام وما زالتْ تلك الحضارة تتربّع على عروش حضارتكم فتأخذون منها ما جعل لكم السبق والريادة علينا .
تأخذون من أجسادنا , من عقولنا , من أبنيتنا ,من برْديّاتنا ثم تترأسونا ..
حقاً إنّها حضارة الفراعين التى لا يندب معينها أبدا .
لنستقى منه أرجوزة الشرق كما استقينا منه خرير ماء جرى فى حلوقنا طُعماً وريّاً.
هو اللحن والكلمات(النيل) وما علينا إلا أنْ نُغنى نحن الشرق بصوت البلابل فنطربَ ونُطرب محاولة منّا إلى عزف حضارة الفن الجميل الذى ولّى فى قبور حفرتها أسماع وآذان فسدتْ أذواقهم واعتادت آذانهم على التمتع بالنشاز من اللحن .
نطرب على ترانيم كوكبة من الفن الجميل البائد .
نقصُّ فى هذا الفن ونروى كيف طابتْ الأسماع وأينعتْ ,, ثم كيف فسدتْ فى هذا الزمان وذبُلتْ وانكسرتْ..
نشرب فيها كؤوساً من شراب يسكر الأحزان فتمضى , ويأتى بالافراح فتبقى .
تتراءى لنا فيها رقصات الخيل العربي الأصيل على الطبول , فتهتز الارواح نشوانة راقصة على رقصة الخيل ودقِّ الطبول .
وتذهب عنا شرور الأنْفُس التى تلذُّ الأبصار من رقصات العاريات ,على أنغام الموسيقى ذات الأصوات الصاخبات ..
أيُّها الغرب... بل اأيُّها الشرق
ما زال لدينا الكثير والكثير ولكنّا استسلمنا فى قيعان الكسل على عروش تحت الماء نتغنى بأمجاد الماضى الذى يحلو الحديث عنه ولكنْ بأصوات النشاز,, دون أنْ نطفو طفو النجاة على الماء فنتغنى به ونعمل على إعادته فتصبح أصواتنا كصوت البلابل فينفعنا فى حاضرنا , ولكن للاسف إذا طفونا طفونا طفو الغرقى .
فلنستنفر الهمم ونشمر الأيادي والأرجل ونقف صفا محازيا لنعزف أُنشودة الخلاص من الوكس .ونستبدل مكانها أنشودة المجد والكرامة
إنّه .............
ما زال لدينا ما يسحر العيون , ويأخذ بلبّ القلوب .
وما زالت لدينا مشكاة تضى أبدا , ولا تنطفئ أبدا , تدرُّ لنا سحرا من النور الذى لا يفنى أبدا , وكل ما علينا أنْ نستنفر قوانا التى لجّمها الكسل ,وخرّتْ قياثيرها منْهدّة بعد عزف متوال من تشدقات الصمت تارة وبين نشازالصوت الذى يحاكى اصوات التوحش والافتراس تارة والتى تبعث فى النفوس الخوف .
تلك المشكاة التى تنبعث نفوسنا من صمتها بعد النداء فتحيا نهارها وليلها فلا تغفل عن الملل ابدا..
خاطرة : ابراهيم امين مؤمن