09-04-2017 08:54 AM
بقلم : فراس الطلافحة
شركات تصنيع التبغ في العادة ما تكتب على عُلب السجائر جملة تحذيرية ( التدخين سبب رئيسي لأمراض القلب والشرايين والسرطان ننصحك بالإمتناع عنه ) لا أعلم للآن كيف سنستطيع رد المعروف لشركات التدخين على خوفهم وقلقهم علينا وعلى صحتنا وما أنا متأكد منه أن أصحاب هذه الشركات لا ينامون في الليل إن علموا عن أحدنا أنه قام بتدخين سيجارة ولو على سبيل الدلع لا الولع والإدمان .
أمريكا وروسيا وكل الدول التي تنتهج أسلوبهم تشبه شركات الدخان فهي من تغذي الإرهاب بالأموال والأسلحة وفي نفس الوقت تريد ان تُحل الديموقراطية في بلادنا المدمرة بسببها وتتباكى كل يوم علينا وتحتضننا وتربت على أكتافنا فنعيش الكذبة ونصدقها بغباء بعد أن تدس لنا السم بالعسل نتذوقه كل يوم ونشكر الله على هذه النعمة فنسبح بقدسها ونسجد في محرابها وهي في الحقيقة أصل البلاء وهي أصل الغباء الذي نعيش فيه .
كنت قبل خمسة سنوات قائد فريق لمجموعة من الشرطة الأردنيه في أفغانستان وذلك للقيام بتدريب منتسبي الشرطة فيها على أداء وظائفهم والقيام بواجباتهم وشاهدت كمية الأسلحة الأمريكية الموجودة هناك , ومن خلال حوار لي مع أحد القادة الامريكيين قمت بسؤاله لماذا حضرتم إلى أفغانستان ..؟ فأجاب : حتى نحل الديموقراطية فيها ويعيش الناس في آمان ورخاء وحرية كباقي الشعوب في دول العالم , قلت له : إذاً لماذا كل هذه الأسلحة ...؟ ليلتزم الصمت بعدها ولم يستطيع الإجابة .
ماهو حال أفغانستان الآن بعد أن قاموا بإحلال الديموقراطية المزعومة فيها ...؟ شعب فقيرمنهك متخلف يعيش معظمه على الحاويات , إنتشار بيوت الدعارة والبغاء , مخدرات , قتل , تدمير , وإستثمارات أمريكية بمئات المليارات شاهدتها وعشرات الشركات التي تقوم بإعادة إعمار ما خلفته الحرب الكاذبة على الإرهاب ولا يختلف الحال فيها عن الحال في العراق واليمن وليبيا وما سيصير عليه الوضع بعد فترة في سورية .
أحدهم يعيش مع زوجته وأبنائه في غرفة واحدة , فشكى لصديقه ما يعانيه من ضيق فأشار عليه صديقه أن يشتري دجاجة ويضعها في الغرفة مع عائلته وسيشعر بتحسن في أحواله وبعد فترة سأله عن حاله فرد عليه أسوأ من قبل ثم طلب منه أن يشتري خروفاً ويضعه أيضاً بنفس الغرفة ثم بعد أسبوع إلتقى به مرة أخرى وسأله عن حاله قال أسوأ بكثير فقال الآن ستحل مشاكلك إشتري بقرة وإجعلها تقيم معكم بنفس الغرفة ثم صادفه مرة أخرى وسأله عن حاله فقال : الوضع لا يطاق أبداً فأشار عليه أن يبيع الديك وبعد يومين سأله عن وضعه فأجابه أفضل قليلاً ثم طلب منه أن يبيع الخروف وقابله مرة أخرى فأخبره أن وضعه أفضل بكثير الآن ثم بعد ذلك أخبره صديقه بأنه سينهي مشكلته من أصلها فطلب منه ان يبيع البقرة وبعدها بمدة قصيرة شاهد صديقه وقام بإحتضانه وتقبيله وشكره بأن أنهى مشكلته وقام بدعوته على العشاء تقديراً لما قام به .
أمريكا وغيرها وجدت أغبياء لتضحك عليهم وتمتطي ظهورهم وتُشعرهم أنها تحمل قلب الأم الذي يخاف عليهم وهي تشبه ذلك الصديق في القصة تُغرقنا ثم تبدأ بإيجاد المخارج والحلول لنا فتبدوا وكأنها هي من أنقذنا واخرجنا مما كنا نحن فيه وكم أتمنى أن يصيبها ما أصاب ذاك الرجل الذي وضع كمية متفجرات في أحد الأماكن العامه ثم قام بإبلاغ الشرطه عن مكانها حتى يحظى بالشهرة والتكريم ويصبح بطلاً قومياً تتناوله وسائل الإعلام ولكن لسوء حظه وأثناء قيامه بالدلالة على مكانها إنفجرت به .