09-04-2017 01:37 PM
سرايا - سرايا - ايمن العمري - بدأت الازمة السورية في حربها للعام السادس على التوالي باتخاذ منحنى جديد للأزمة، يتمثل بتوسع النفوذ الروسي في الوقت الذي تحاول فيه امريكا فرض المزيد من سيطرتها على الاوضاع في الشرق الاوسط، وهو ما ينذر باشتعال حروب جديدة في المنطقة اذا ما تم صدام في سوريا بين الدول المعنية في الازمة وهي روسيا و ايران و النظام السوري و حلفائهم من الميليشيات من جهة، وبين امريكا و دول الاتحاد الاوروبي ودول الخليج العربي من جهة اخرى.
و قد بدت تلك الازمة تشق طريقاً آخر غير الذي بدأت به والخروج من دائرة الاقتتال العسكري بين النظام السوري و فصائل المعارضة المسلحة، تلك المنحنيات الجديدة بدت واضحة منذ تنفيذ و اشنطن لضربة عسكرية على قاعدة الشعيرات الجوية في ريف حمص باطلاقها لـ59 صاروخ توماهوك ما ادى الى مقتل 6 جنود من النظام السوري بالاضافة الى تدمير عدد من الطائرات و مستودعات للذخيرة و الاسلحة المتفجرة، حيث جاءت الضربة العسكرية رداً على استخدام نظام الاسد للسلاحي الكيماوي بقصفها احياء مدنية في بلدة خان شيخون بريف ادلب مستخدمة غاز السارين.
مراقبون اكدوا ان ما يحصل في سوريا هو سيناريو مكرر لما حصل في العراق بعد الغزو الامريكي في العام 2003، وذلك بتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري لتكون ذريعة للتدخل الامريكي في سوريا بحجة وجود اسلحة كيميائية تستخدم لقصف المدنيين، وهو ذات السبب الذي اضطر لمسؤولون روسيون بادلاء تصريحات ان القصف الامريكي كاد ان يتسبب بصدام عسكري مع الجيش الروسي، رغم ان الولايات المتحدة كانت قد ابلغت موسكو و دولاً اخرى عزمها تنفيذ ضربة عسكرية للنظام السوري.
و تباعاً للقصف الامريكي على قاعدة الشعيرات، فقد اكد موقع اسرائيلي معروف ان امريكا تعتزم انشاء 5 قواعد جوية عسكرية في سوريا، حيث عمدت القوات الامريكية على اخلاء طائراتها من قاعدة انجرليك العسكرية في مدينة اضنة التركية، تمهيداً لنقلها الى قاعدة جوية في الشمال السوري لتنطق منها المقاتلات الامريكية لتنفيذ ضربات جوية، فضلاً عن توسيع 4 قواعد عسكرية اخرى موجودة بالفعل في الشمال السوري.
وطبقاً لنقل القواعد الجوية الامريكية الى الشمال السوري، فإن سوريا بذلك ستقسم الى مناطق نفوذ، حيث سيخضع الشمال السوري الى السيطرة الامريكية بالاضافة الى وجود قوات كردية، وستخضع منطقة اللاذقية و الساحل السورية الى سيطرة روسيا التي تحمي تلك المناطق بمنظومة صواريخ s300 و s400 المتطورة، فيما ستبقى حلب و دمشق تحت سيطرة النظام السوري ومناطق اخرى، فيما تبقى فصائل المعارضة السورية المسلحة تسيطر على جنوب سوريا ومناطق اخرى، فضلاً عن المناطق ذات خط التماس التي تشهد اشتباكات عنيفة بين المعارضة و قوات النظام السوري.
وكرد فعل ايراني على الضربة الامريكية، حذر معهد دراسات الحرب الأمريكي، من أن إيران “قد ترد عسكريا” على أية ضربة أمريكية جديدة ضد سوريا، موضحة أن هجومها يمكن أن يستهدف مصالح الولايات المتحدة والجنود الأمريكيين في سوريا والعراق.
وقال المعهد، في تقرير أصدره اليوم الأحد، إن إيران والنظام السوري ردا بحذر على الهجوم الصاروخي الأمريكي على مطار الشعيرات العسكري التابع للقوات السورية، بهدف عدم التصعيد مخافة من استفزاز القوات الأمريكية ودفعها لاستمرار الضربات على سوريا.
وأضاف التقرير، “يبدو أن إيران وحلفاءها من المليشيات قررت اتخاذ رد حذر بهدف عدم استفزاز القوات الأمريكية وجرها لمزيد من التورط في المنقطة”، وتابع: “إلا أن قرار إيران وحلفائها بعدم التصعيد الفوري لا يعني أنها لن ترد على القوات الأمريكية، في حال قيامها بضربة جديدة ضد النظام السوري”.