بقلم : د. نزار شموط
يلعب الاعلام الدور الاكبر في تشكيل الرأي العام وطرح قضايا وموضوعات سياسية واقتصادية واجتماعية ، والارتقاء بالبناء المعرفي والادراكى للمواطن في كافة المجالات ذلك بجانب دور الاعلام التقليدي فى نشر الأخبار المختلفة من جميع دول العالم ، وتكون وسائل الاعلام فى هذه الحالة ايجابية وفى صالح توعية المواطن والارتقاء بمجتمع مطلع قادر على التفكير والتحليل وربط واقع الاحداث والمشاهدات من حولة بالصورة الذهنية التي ترسمها وسائل الاعلام , ومن اهمها الاعلام الالكتروني .
حيث يعمل الاعلام الالكتروني على تفعيل الطاقات المتوافرة لدى الإنسان وتوجيهها للبناء والإبداع في إطار تطوير القديم وإحلال الجديد من قيم وسلوك ، وزيادة مجالات المعرفة للافراد، وازدياد قدرتهم على التقمص الوجداني وتقبلهم للتغيير، وبهذا فإن الاتصال له دور مهم، ليس في بثَ معلومات، بل تقديم شكل الواقع، واستيعاب السياق الاجتماعي والسياسي الذي توضع فيه الأحداث .
يسهم الاعلام الالكتروني في تشكيل ثقافات مختلفة لدى الشباب خصوصاً فيما يتصل بالثقافة السياسية والحزبية ويعتبر من أكثر الوسائل تأثيرا على فكر الشباب وثقافتهم سلبا وايجابا , وهو الوسيلة الاسرع في تقريب المسافات الجغرافية مما يشجع عل سرعة التواصل وسهولته ويدفع الشباب لاستخدامه .
المطلوب من الشباب ان يكونوا اكثر وعياً وعقلانية ووسطية في التعامل مع هذه الوسائل بعدم جعلها نواة للتطرف واستثمارها في بناء فكر جمعي معتدل .
كذلك التصدي للافكار المغلوطة المنحرفة ومن يتبناها من قوى الشر والظلال .
إن خطط مواجهة الفكر الإرهابي المتطرف لن تكون ناجحة دون إستراتيجية إعلامية واضحة ، فبدون وعي حقيقي بخطورة الحرب الفكرية التي تشنها الجماعات المتطرفة فكراً ومنهجاً يصبح التعامل الأمني مع قضية الإرهاب تعاملا جزئياً وقاصراً و لذا المطلوب تنسيق السياسات الاعلامية من قبل متخصصين في الإعلام في توجيه رسائل إعلامية شخصية تنشر
الفكر المناهض للفكر الإرهابي، وتفضح إدعاءاته في كل الوسائل التكنولوجية المتاحة في عصر ثورة المعلومات وتطوراتها المتلاحقة وعلى رأس هذه الادوات الاعلام الالكتروني .
وفي اعتقادي اذا استطعنا ان نسخر الفضاء الالكتروني بكل ادواته بمنهجية تعاضدية ايجابية يجمع عليها الجميع , حينها سنخرج هذا الجيل الذي يقف بين فكي كماشة من الاعلام والتوجيه المضلل , وننقله من المأزق الذي يعيشه الغالبية الى المخرج المنشود .