10-04-2017 01:15 PM
سرايا - سرايا - سيف عبيدات - يبدو ان السياسة الخارجية الايرانية لم تتغير تجاه الاردن ، رغم الزيارة الاخيرة التي قام بها ولأول مرة رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة الى طهران قبل حوالي شهر و نيف ، حيث التقى فيها الرئيس الايراني حسن روحاني ، في خطوة اردنية غير مسبوقة بمحاولة لوقف النزاعات العربية الايرانية.
العلاقات الاردنية - الايرانية عادت مرة اخرى و تدهورت بعد تصريحات "مستفزة" من الناطق بإسم الخارجية الايرانية ، رداً على تصريحات الملك عبدالله حول الارهاب و الدور الايراني في منطقة الشرق الاوسط و التدخلات في الشؤون العربية ، فما كان من ايران إلا ان صعدت موقفها بتوجيه اتهامات باطلة للملك و محاولة زعزعة الموقف الاردني الدولي تجاه الازمات القائمة ، إلا ان تلك المحاولات باءت بالفشل و الخذلان.
ايران حاولت اكثر من مرة توسيع نطاق تدخلاتها في الشؤون العربية ، حيث حاولت الزج بعدد من مواطنيها للسياحة الدينية في الاردن و زيادة عدد هؤلاء السياح ، إلا ان الاردن رفض ذلك و بدأت بعدها المضايقات الايرانية و محاولات التجسس على المملكة و التحركات التي تقوم بها و تمثلت اخر المحاولات البائسة بالقبض على احد الاشخاص الايرانيين في الاردن ، و الذي تبين بأنه جاسوس يعمل لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني و كان بصدد تنفيذ عملية في الاردن لضرب استقرار المملكة .
التشويش المتفاوت على تصريحات جلالة الملك و محاولة لتحريفها كان غير موقفاً من الجانب الايراني ، حيث بدا و كأنهم لا يعلمون ان الملك لديه علاقات دبلوماسية قوية و متية مع اغلب دول العالم و له احترامه لدى القوى العظمى ، و للأردن دور محوري و اساسي في حل النزاعات العربية - العربية و العربية - الاسرائيلية و لم تفهم ايران الرسالة حاول الملك ايصالها مؤخراً بزيارة رئيس مجلس النواب و المتمثلة بأن الاردن ذو قيادة وشعب متكاتفين و سوف يستمر بمنع اي تدخلات خارجية بالشأن العربي و المحلي الاردني ، و يحارب الارهاب بقيادة الملك منذ سنوات و يشارك بقواته لحفظ السلام بالعديد من المناطق.
و كانت مصادر دولية وتقارير صحفية قد تحدثت عن وجود تحركات من قبل "فيلق القدس" الايراني بزعامة قاسم سليماني وبعض الميليشيات العراقية التابعة له ، بمحاولة إشعال الاوضاع الامنية في الأردن ، إلا ان الاجهزة الامنية كانت لكل تلك المحاولات بالمرصاد .
التصريحات الايرانية الاخيرة عن المملكة وقفت لها عدة جهات سياسية و دبلوماسية اردنية بالمرصاد ، حيث استدعت وزارة الخارجية الاردنية يوم امس السفير الايراني ، و ابلغته احتجاجا شديد اللهجة على التصريحات المرفوضة والمدانة للناطق باسم وزارة الخارجية الإيراني بحق المملكة وقيادتها ، و خرج ايضاً رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة الذي زار مؤخراً ايران و قال : " ان على طهران الإدراك بأن المزاودة على دورنا العروبي والإسلامي تجارة خاسرة" ، في اشارة الى عودة توتر العلاقات بين الاردن و ايران.
كل هذه التخبطات الايرانية نتيجة تحذير الملك عبدالله من وجود جهات موالية لأ يران في بغداد, تعمل بالتعاون مع طهران ودمشق "لإنشاء هلال يخضع للنفوذ الشيعي يمتد إلى لبنان ويخل بالتوازن القائم مع السنة ".