حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,18 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 18248

مصفاة البترول توزع ادويه منتهية الصلاحيه في يوم طبي مجاني اقامته في الهاشميه

مصفاة البترول توزع ادويه منتهية الصلاحيه في يوم طبي مجاني اقامته في الهاشميه

مصفاة البترول توزع ادويه منتهية الصلاحيه  في يوم طبي مجاني اقامته في الهاشميه

24-10-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

 

 سرايا -   الهاشميه – من عمر شاهين-   لم يكن سكان لواء الهاشمية يتوقعون أنهم سيحصلون على دواء انتهت صلاحيته، وهم يتوجهون إلى اليوم الطبي المجاني الذي أعلنت عنه إحدى أكبر شركات الأردن وهي   مصفاة البترول   ، فبدل أن يتعافوا من أمراض سابقة يتكلفون عناء مراجعة مستشفيات خاصة كما حصل مع الطفل ضياء بعد أن صرف له في ذلك اليوم دواء انتهت صلاحيته اسمه " زتروماكس" .

 وبعد ضغط متواصل من سكان لواء الهاشمية استمر لعقود طويلة،استعملت فيه كل الأساليب الإعلامية و الشكاوي النيابية و عبر البلديات المتعاقبة من الآثار البيئية التي تخلفها   الغازات المنتشرة في سماء اللواء فهو   لم يشفع لسكان المنطقة التي يقطن فيها معظم العاملين   في شركة مصفاة البترول لتعويض السكان عما تسببه لهم من أذى، وبعد جهد السنوات الخوالي خاب ظن السكان بأن تقدم لهم شركة المصفاة حدائقا أو منحا دراسية طلابية أو عيادات أو نوادي مثل باقي الشركات الكبرى كالفوسفات، أو محطة توليد الكهرباء، سيما أنها على موعد قريب إما مع الخصخصة أو لوجود شريك استراتيجي . لو استمرت المصفاة في حالة الموت الخدماتي لكان أفضل لها ولسكان اللواء ،الذين تأملوا خيرا عندما أعلنت الشركة بخجل وعبر لافتات علق معظمها في الشوارع الجانبية ، ولم يعرف عنها معظم سكان – إسكان الهاشمية – الذي تقطنه الطبقة العاملة وجلهم من متقاعدي هذه الشركة ، عن يوم طبي مجاني يوم الجمعة 24/10/2008 والذي كان شكليا لا أكثر و على جميع الأصعدة أرادت الشركة منه فقط تحقيق الاسم لها ليسجل في دفترها وليس تقديم خدمة صحية للفقراء والعاجزين .

فبعد أن توافدت مئات النساء وهن الأكثر مرضا إلى مدرسة الهاشمية الأساسية المختلطة للحصول على العلاج ، اكتشفن أن الموجود من الاطباء أربعة ليس من بينهم   طبيب نسائي أو أدوية مجانية لا يستطعن شرائها خارج هذا اليوم.

 أم محمد التي حضرت من إحدى القرى القريبة من منطقة السخنة ، تحدث بألم وحسرة بعد أن دفعت ثلاثة دنانير أجرة " لباص صغير " كي يوصلها إلى الموقع حتى تتمكن من عرض نفسها وأطفالها الأربعة على طبيب اختصاصي كما ظنت   كي تحصل على دواء يختلف عن ذلك الذي تحصل عليه في العادة من أي عيادة حكومية . أم محمد أضاعت يومها ولم تستفد حتى من تشخيص الطبيب الذي وصفته بأنه يعد المرضى ولا يتفحصهم . طريقة الفحص كانت تتم عبر السؤال الشفهي وليست سريرية كما روى العديد من المرضى ، فيسأل الطبيب عن ما يعانيه المريض و خلال ثواني يكتب له العلاج .

 ومن أطرف ما حدث أن احد الأطباء كتب طالبا صورة الأشعة لأحدى النساء والتي ظنت ان   المكتوب فيها هو   اسم لدواء . وبعد أن وقفت تنتظر دورها الطويل اكتشفت أخيرا أن الطبيب يطلب صورة أشعة بدل أن يكتب لها دواء ! يا ترى من الذي عمي عن المكتوب ؟

أما السيدة انتصار الزيود فقصتها كشفت سبب الكرم غير المتوقع من شركة لم تقدم منذ تأسيسها الذي بلغ نصف قرن للمنطقة المحيطة بهم أي خدمات ، فالسيدة انتصار التي لا يوجد في بيتها أبسط أنواع الأثاث ومطبخ لا يوجد به الغاز ينتظر منذ أيام قدوم شيء يطبخ فوقه للصغار كما شاهدت بعيني ،بعد أن توجهت إلى بيتها . تتحدث انتصار الزيود نادبة حظها ، بأنها توجهت منذ الصباح لتستفيد من اليوم الطبي الذي سمعت عنه وتفاجأت بأن الطبيب لا يفحص الصغار بالرغم من رجائها له بان يقوم بفحص صدر الصغير ضياء الذي لم يكمل السنتين من عمره ويعاني من سعال متكرر ، ولكن الطبيب لم يمد حتى يده أو ساعة الفحص لضياء أو أخوته . واكتفى بكتابة ورقة عليها أسماء بعض الأدوية. لم تمض سوى ساعة على تناول ضياء الدواء " زتروماكس " إلا وشعر بحالة إسهال وارتفاع بدرجة الحرارة ، وبعد أن تفحص احد أبناء الجيران علبة الدواء أصيب بصاعقة فالدواء تنتهي فعاليته في شهر 10 -2008 اي انتهت فعاليته منذ بداية الشهر وصنع في نفس الشهر من عام 2005 . لم تعرف السيدة انتصار ماذا تفعل وهي تنظر إلى سموم مصفاة البترول تحيط بها على بعد لا يزيد عن الكيلو متر فقط ، وتنظر بعينها الأخرى إلى الدواء الذي انتهت صلاحيته وقد تسرب إلى بطن طفلها .وهي في حالة مادية لا تمكنها من استئجار سيارة وأخذه إلى أي مستشفى، فتبرع فاعل خير إلى مستشفى الزرقاء الحكومي ، وهناك رفض الطبيب المناوب- بعد صلاة العشاء من يوم 24/10- إعطاء الطفل تقريرا طبيا بعد أن علم سبب ما يعاني منه الطفل و شاهد علبة الدواء وقرأ تاريخ انتهاء الصلاحية ، مما أشعل النخوة في فاعل الخير فاصطحب الطفل وأمه إلى مستشفى الحكمة الخاص الذي أعطاها تقريرا   طبيا يؤكد أن ما يعاني منه ضياء هو جراء تناوله ذلك الدواء . لم تكتف المصفاة بتوزيع سمومها عبر الغاز وما يخرج من مواد سامة لجوها بل ، أنهكت جيوب المراجعين وأضاعت وقتهم في يوم طبي مجان يخجل سوبر ماركت من إقامته وليس شركة كبرى بحجمها وزعت أدوية في يوم هي تبرعت به ولم يجبرها أحد عليها بأدوية معظمها عينات مجانية ومنها قد انتهت صلاحيته كما حصل مع ضياء المحروم من أبسط متطلبات الحياة والغذاء والدواء وحرم من التعافي والعلاج من شركة تغتاله بيئيا وقدمت له دواءً انتهت صلاحيته

 








طباعة
  • المشاهدات: 18248
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
24-10-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم