بقلم : ديما الرجبي
مؤسف جداً أن تكون القرارات التي تعتبر فيصل الحياة العلمية للطلبة عبارة عن قفزات تشي بالتقدم ولكنها تتخلف عن التطوير بالحقيقة ؟!
نحن نتحدث عن منظومة فقدت أهم مخرجاتها " المناهج" وأصبحت عبارة عن نظام حشو وتلقين وفيصل هذه العملية العلمية التراكمية " الثانوية العامة " النجاح ، فلا اعلم كيف تم القفز " لإصلاح" الاخيرة دون النظر للكثير من المعطيات التي شابها خلل ومغالطات وكانت نتائجها نسب رسوب عالية وتكدس طلبة على مقاعد إعادة الثانوية العامة وتخبط في إختيار التخصصات الجامعية ؟!
وكأن لسان حال القرار يقول للطلبة " إحفظ" ما أمكن واحصل على
" نجاح" يؤهلك لدخول الجامعات الحكومية التي بدورها تعاني من معدلات قبول غير مستقرة وأولويات قبول مجحفة وعدد طلاب يفوق الطاقة الإستيعابية ؟!
وإذا كان الهدف تعزيز منظومة " الربح " في الجامعات الخاصة فعلى ما يبدو أن وزارة التربية والتعليم تنظر لاحوال العامة من برج عالٍ ؟!
التطور لا يعني القفز عن الخلل بل من الأولى البحث في أسباب نسب الرسوب العالية وذلك لا يتحقق إلا بعلاج مخرجات التعليم والنظر إلى الفجوة الحقيقية التي مست المنظومة في السنوات العشر الأخيرة .
هذا الجيل الطلابي ليس بحاجة إلى تسهيلات تعليم بل بحاجة إلى ضبط مُنتج وذلك لا يتحقق بمعدل تراكمي يجعل المجتهد واللامبالي على ذات المستوى فهذا بحد ذاته ظلم بحق الطلبة المجتهدين .
أما إذا كان الهدف تحفيز الإبداع عند الطلبة فأعتقد أن قرار " ناجح / راسب" سيجعل منهم آلات حفظ وسيجعل الأمر أسوء مما هو عليه
نحن ندرك بأن الطالب ما أن ينهي دراسة الإمتحان ينسى تماماً المعلومات التي درسها وذلك للأسباب التي ذكرناها مسبقاً فكيف يكون هذا القرار في مصلحة " إنعاش الثانوية العامة " وهو يعتمد على حفظ المواد
" المريحة" للطلبة ؟!
ماذا عن مرحلة ما بعد الثانوية العامة ألا ترى وزارة التربية والتعليم ان سوق العمل لا يستوعب الخريجيين نظراً لكثرة التخصصات الغير مدروسة ؟ فماذا لو أصبح جميع الطلبة " حرفياً " ناجح / راسب ؟!
والتحقوا بالجامعات أين ستذهب بهم وزارة العمل ؟!
الا يجب على وزارة التربية والتعليم ان تقييس الأمور من ناحية عملية وتأخذ جميع المعطيات لدراستها قبل أن تخرج بقرار يزعزع من قيمة التعليم في الأردن والذي بات على شفا هاوية ؟!
أعتقد أن هذا القرار إن طُبق فهو كارثة وطنية سينتج عنها أزمات نحن بغنى عن التعاطي معها ، من رغبة الأهالي في تسجيل أبناءهم في الجامعات الحكومية والخاصة وتساوي القدرات بين الطالب المبدع والطالب " الناجح " وبطالة وخلق جيل آلي يحفظ لا يفهم .
كل هذه الأزمات وأكثر ستعمل على إخراج شريحة " بلهاء" من الطلبة وسخط شعبي حول " نجاح" الأبناء وعدم التحاقهم بالجامعات لأسباب كثيرة .
على وزارة التربية والتعليم وضع خطة مدروسة لمعالجة المناهج أولاً والأداء التعليمي والتخصصات المدرجة والتعاون مع وزارة العمل والتعليم العالي والغاء هذا القرار الذي من شأنه أن يُفسد مستوى التعليم في الأردن فالبحث عن الإبداع لا يكون بتحفيز الحشو بل باللامنهجية والمناهج السليمة والمعلم المبدع والضبط الدراسي والحصص التفاعلية وتكوين الشخصية القيادية ونبذ العنف في المدارس وإعطاء الخطة الدراسية حقها بالوقت وليس السرعة في إنهاءها والعديد من الإجراءات التصحيحية ثم بعد أن نتأكد من سلامة " المُخرج" وهم الطلاب قد نقفز للمعدلات التراكمية ناجح/ راسب فلا يصح أن يكون التعليم على شاكلة "فكر وإربح".
والله المستعان