15-04-2017 09:28 AM
بقلم : المهندس هايل العموش
من المفرق مدينة الصحراء الوردية ومن تاريخ المفرق العريق الذي رسم باحرف من نور ومن اثار المفرق التي تعبر عن مهد الحضارات التي مرت بها محافظة المفرق ومن ربوع بواديها وقراها وعبق مدنها الزاخر بالتلاحم الحضاري والانساني كانت مدينه المفرق هذا العام 2017 مدينة الثقافة الاردنية.
قد يكون من حسن الطالع ان تكون اخر مدينة اردنية يرتسم اسمها بالثقافة لا كما يظن البعض انها تحصيل حاصل وقد يكون ذلك دافع كبير لابنائها ان يظهروا للاردن وللعالم العربي بان مدينة المفرق ترسم اكبر صورة فنيه معبرة عبر ابنائها بكافة المنابت والاصول وبكافة صور الجمال الانساني والفني والشعري الذي ارتسم من ابناء المفرق عبر لوحات وطنية ارتسمت على مساحة الوطن الاردني والعالم العربي فكانت ترسم باحرف من ذهب هذا الحراك الوطني وهذا الارث الحضاري والانساني والتاريخي لابناء المفرق التاريخ والوطن والارث الحضاري .
سميت في السابق الفدين، ثم سميت في العهد التركي المفرق لوقوعها على مفترق طرق، ومنها جاء اسم المحافظة.
ولعبت مدينة المفرق دوراً تاريخياً في العهد الإسلامي كونها طريقاً رئيساً للحج الشامي وغدت المدينة إحدى المحطات العامة في الدولة العثمانية لوجود محطة لسكة الحديد الحجازية بها.
ومنذ عام 1945م بدات بلدية المفرق بدفع عملية التنمية المحلية للأمام، وشهدت المدينة نهضة تنموية خدماتية شاملة كان لها الأثر الأكبر في تغيير ملامح الحياة في المدينة نحو الأفضل والنهوض العمراني ورقي الخدمات بها.
ان الاوان لابناء المفرق في عام الثقافة للمدينة ان يعبروا عن مدى الارث والوجدان الانساني الكبير في رسم صور فنيه وثقافية تعبر عن حجم وعظم مالديهم من افكار وثقافة وللجميع من داعمي الحركة الثقافية ومبدعيها في كافة المدن والقرى تحية محبة ووفاء وتقدير .
لقد عانت المفرق من جحود ابنائها ومن سوء الادارات ومن تهميش من بعض الجهات وحق عليها ان تكون هذا العام منارة من منارات الثقافة والفن والارث التاريخي واالاثري الذي تعبر عن مدنها واثارها فمن ام الجمال الى الرويشد الى رحاب وحيان والمدور مرورا بمدينة الفدين الاثرية ان الاوان ان تلقى المفرق كل الاهتمام باثارها وثقافتها ومشاريعها التنموية وان يكون من يوكل اليه المسوؤلية على قدر العزم وعلى قدر ثقة قائد البلاد بان الاردن واهلها امانة في اعناقهم وان المفرق تستحق من الجميع الدعم والانجاز بشتى المجالات .
مدينة الثقافة الاردنية المفرقية ترسل للاردن الوطن والقيادة والشعب رسالة محبة ووفاء واخلاص ورغبة ان تساهم وتكون درة مشعة في طريق الثقافة والتراث الانساني تعبر عن مزيج من التراث وتمازج حضارات الشعوب في مدينة كان لها نصيب ان تكون مستقر وواحة امان لاخوة من المغرب العربي الى اشقاء سوريين يعيشون كاهل الى التلاحم الذي تشهده المحافظة من ابناء البادية وابناء بني حسن الى الاخوه من فلسطين الحبيبة الى ابناء الاردن من محافظات الشمال والجنوب وغيرها لهو دليل حي على الروح الحية لثقافة اصيلة واقعية تشكل دافعا حقيقي لان تكون مدينة المفرق جوهرة المدن الثقافية الاردنية وما وصل اليه ابنائها من مواقع المسوؤلية والادب والفن والصحافة والشعر وغيرها من الفروع لهو دليل حي على ان المفرق هي قلب نابض بكل دف ومحبة ووفاء لهذا الحمى العربي الوطني .
حمى الله الاردن الوطن والانسان واسال الله ان تكون مدينة المفرق مدينة الثقافة الاردنية المضيئة في تاريخ الاردن لكل عام .