15-04-2017 09:33 AM
بقلم : المحامي معتصم احمد بن طريف
ان ما تعرضت له الجمهورية العربية المصرية من اعتداءات ارهابية في الاونة الاخيرة ، وخاصة ما وقع على الكنائس في مدينة الاسكندرية وفي مدينة طنطا ما هو ألا عمل جبان من اشخاص ارهابين لا تربطهم بالإنسانية اية صلة ولا ينتمون الى اي دين او مذهب وهم الذين وصفهم رب العزة بقوله تعالى
" مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " ( سورة المائدة 32 )
ورسولنا الكريم (ص) قال عنهم (من قتل رجلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاماً) .وعليه فإننا نتقدم من الى كافة الشعب المصري الشقيق و اهالي الضحايا بخالص عزاءنا ونسأل لهم الرحمة وان يشفي جراحهم امين يا رب العالمين .
ونحن في المملكة الاردنية الهاشمية يجب علينا وخاصة الاخوة العاملين في الاجهزة الامنية الرسمية او الشركات العاملة في مجال الامن الخاص ان نأخذ العبرة مما حصل في هاتين الحادثتين ، وما سبقها من حوادث ارهابية تعرضت لها الشقيقة مصر ، وما تعرضت له مملكتنا العزيزة من اذى هؤلاء الخوارج وأعوانهم ، خاصة بعد انطلاق ابواق الدواعش (خفافيش الظلام) الذين بدءوا يخرجون من جحورهم مهددين ومتوعدين بضربنا ، لذا علينا في المملكة مواطنين وأجهزة الدولة الرسمية العمل على حماية الافراد والمنشآت من اي اعتداء ارهابي مستقبلا -لسمح الله - و التركيز والعمل على بعض النقاط الامنية الهامة ومنها على سبيل الحصر :
1. العمل على زيادة مستوى الوعي الامني لدى المواطنين ولدى الجهات العاملة في حماية المنشآت مثل ( شركات الامن والحماية الخاصة ) ، نعم من واجب الدولة هو العمل على تامين الامن والحماية للأفراد والممتلكات ونظرا لتطور الجريمة ولجوء الأرهابين الى استخدام وسائل مختلفة في الانقضاض على الاهداف فان هذا يجعل من واجب الحماية اكثر تعقيدا ولا بد من تضافر جهود المواطنين في دعم الاجهزة الامنية والتنبيه عن اي خطر او تصرف مشكوك فيه من قبل اي شخص او جماعة ، فقد تلجاء بعض التنظيمات الارهابية الى بابتداع طرق إرهابٍ جديدة مثل 'سمكة الصحراء' ,وهي تعني اضرب واختفي او إلى أسلوب 'الحرباء' ؛ التي تتلون حسب محيطها ؛ وذلك من خلال استغلال بعض الخلايا النائمة والذئاب المنفردة للطائرات بدون طيار أو الأسلحة الكيميائية في عمليات إرهابية ؛ مما يستدعي أن تكون الأجهزة المختصة أكثر استشعاراً عن بُعد والتنبؤ عن كيفية تفكير التنظيمات الإرهابية.
2. تنمية مهارة الحس الامني لدى العاملين في الاجهزة الامنية ويكون ذلك بالتدريب الامني وذلك بالخروج عن المألوف والتوقع والتنبؤ للأحداث والمواقع التي يمكن ان تتعرض للهجمات والعمل على قطع الطرق على الارهابين المتربصين بنا وبالعمل على تفعيل القاعدة الامنية وهي (ان معادلة الامن لا تقبل القسمة على اي مبدأ من مبادئ المجاملة والمصلحة الشخصية لان غاية الامن العليا هي الحافظ على الوطن وامن مواطنيه وممتلكاته ).
3. اعادة النظر بالإجراءات الامنية في اماكن التجمعات العامة مثل المولات والملاعب الرياضية والفنادق وأماكن الترفيه والأسواق العامة ومن هذه الاجراءات اعادة النظر بعملية التفتيش للأفراد والآليات ووضع بعض الاسئلة المهمة والعمل على الاجابة عليها مثل : هل مواقع التفتيش مناسبة ؟ وهل الاشخاص العاملين في هذه المواقع مؤهلين للقيام بالاجراءات الامنية الخاصة بالمنشأة ؟ وما هي الاجراءات في حال اكتشاف شيء مشبوه ؟ هل لدى الاشخاص العاملين في الامن والحماية القدرة على ردع العمل الارهابي ؟ ما هي الاجراءات في حال وقوع العمل الارهابي - لسمح الله - ؟
4. اخذ تهديدات الارهابيين موضوع الجد حتى لو كانت هذه التهديدات وهمية عملا بالمبدأ الامني القائل ( بعدم اهمال اية معلومة مهما صغر حجمها وعلى ضوئها يتم تحليل المعلومة وعليه يمكن التوقع او التنبؤ بعمل ما )
5. اعادة النظر بترخيص الشركات الامنية العاملة في الامن والحماية ، والعمل على التفتيش المستمر على هذه الشركات من قبل وزارة الداخلية والأجهزة الامنية لمعرفة مدى قدرتها على القيام بالواجبات الموكلة لها .
6. اجبار الشركات الامنية على عقد دورات تدريبية لكوادرها العاملة بما يواكب التطور في الجريمة الارهابية ومواجهة التحديات الامنية .
و اهم نقطة امنية يجب التركيز عليها في هذا الوقت - وخاصة بعد تقرير الكونغرس عن اعداد الاردنيون في داعش- هي وقف صناع الارهاب الداخلي ، بعض المسئولين والوزراء الذين تلطخت اياديهم بالفساد وبعض المسئولين الذين يستفزون الشباب بتعين وتوريث ابنائهم المناصب العليا ، متجاهلين ابناء الوطن وقدراتهم ، مما جعل بعض الشباب يفقد ثقته في وطنه مع ضياع فرص العدالة الاجتماعية لهذه الفئة ، فهم في تصرفاتهم هذه من -وجهة نظري - خطورتها لا تقل عن خطر الارهابي المدمر وصاحب الفكر الضال ،
وعليه فأنني اتقدم برجائي هذا الى هؤلاء المسئولين-صناع الارهاب الداخلي اعلاه - ان يقفوا عند حدودهم لأننا اصبحنا متيقنين في هذا الوطن اننا لن نقدر على مقاومة هؤلاء المسئولين عن الاستمرار في استفزاز الشباب مم يجعل هؤلاء الشباب عرضة للأفكار المتطرفة التي تستغلهم تحت هذا الاستفزاز ، هذا الرجاء ليس من عاداتي وهو ليس بأسلوبي ولكنني تواجهت بهذا الرجاء من باب حبي لوطني ، وأمنه وأمانه امانة في اعناقنا وسنبقى كذلك نحميه من الارهابين الخوارج مهما كانت تواجهنهم ومن صناع الارهاب الداخلي لان الفئتين ضالتين وطارئتان على مجتمعنا الاردني الاصيل .
اخيرا حمى الله الاردن شعبنا وقيادة من كل حاقد وفاسد وناقم امين يا رب العالمين